عندما يتلقى الطفل الرضيع تطعيماته الروتينية غالبا ما يواجه بعض التأثيرات الجانبية المحتملة الناتجة من تلك التطعيمات وغالبا ما يكون الارتفاع في درجات الحرارة من بين هذه التأثيرات حيث يعتبر ارتفاع درجة حرارة الطفل من الظواهر الشائعة والمؤقتة التي تحدث نتيجة لاستجابة جهاز المناعة للقاحات بعد التطعيمات.
في الغالب ارتفاع درجة حرارة الطفل بعد التطعيمات يكون طفيفا وبشكل مؤقت وعادة ما يتراوح معدلها ما بين 5.37 درجة مئوية إلى 5.38 درجة مئوية وهذا الارتفاع قد يستمر لمدة يوم أو يومين ثم يبدأ في الانخفاض بالتدريج.
ومع ذلك يجب على الوالدين مراقبة حالة الطفل دائما والتأكد من أنه يستعيد عافيته بشكل طبيعي كما ينبغي على الوالدين الاتصال بالطبيب للحصول على المشورة الإضافية والإرشادات الطبية المناسبة في حالة ظهور أعراض غريبة أو ارتفاع درجة حرارة الطفل بمعدل أزيد من الطبيعي وعدم انخفاضها.
سبب ارتفاع درجة حرارة الطفل بعد التطعيمات
يعود ارتفاع درجة حرارة الطفل الرضيع بعد التطعيمات في الأساس إلى استجابة جهاز المناعة للقاحات التي تم إدخالها إلى جسم الطفل فعندما يتم حقن اللقاح في جسم الطفل يبدأ جهاز المناعة في العمل على تعريف الجسم بالعوامل المضادة للمرض المستهدف وهذا ما يعتبر جزءا أساسيا من استجابة الجسم للقاح.
تعمل اللقاحات عن طريق تقديم النسخة الضعيفة أو الميتة أو المعدلة من العامل المسبب للمرض مما يحفز جهاز المناعة في الجسم على إنتاج أجسام مضادة لمحاربة هذا العامل دون أن يسبب المرض الفعلي ومع ذلك ينتج عن هذه الاستجابة المناعية بعض الآثار الجانبية والتي يكون منها ارتفاع درجة الحرارة.
يتم تحفيز ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل عام عن طريق مجموعة من الوسائل التي تشمل إفراز (السيتوكينات) وهي مواد كيميائية مناعية ويتم تفعيل النظام العصبي الذاتي وهما من العوامل التي تلعب دورا في تعديل درجة حرارة الجسم وعادة ما تستمر هذه الاستجابة الحميدة لفترة قصيرة وتبدأ بالتلاشي تلقائيا بمرور الوقت.
الأعراض التي قد تصاحب الطفل بعد التطعيمات
- الحمى: تعد الحمى من أكثر الأعراض الوارد حدوثها بعد التطعيم وتتمثل في ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل فوق المعدل الطبيعي.
- التهيج أو الاحمرار في موقع الحقن: قد يظهر الاحمرار أو التهيج الموضعي أو بعض الانتفاخات الخفيفة في الجلد وحول موقع الحقن وهذا أمر ومؤقت.
- النعاس أو الارتباك: قد يشعر الطفل بالنعاس أكثر من المعتاد أو يظهر عليه بعض الارتباكات.
- التهابات معوية بسيطة: قد تؤدي بعض التطعيمات إلى ظهور بعض الأعراض الهضمية الخفيفة مثل الغثيان والإسهال.
- الصداع أو الآلام العضلية : قد يعاني بعض الأطفال من الصداع الخفيف أو بعض الآلام العضلية بعد التطعيم.
بعض التدابير التي يمكن اتخاذها للتعامل مع الأعراض المصاحبة للتطعيم
- الراحة : يجب على الطفل أن يأخذ قسطا من الراحة والاسترخاء في بيئة هادئة ومريحة.
- التبريد : يمكن وضع منشفة مبللة بالماء الفاتر على جبين الطفل أو تطبيق الكمادات الباردة على جسمه لفترة قصيرة لتقليل درجة حرارة الجسم.
- التهوية : يجب الحرص على توفير التهوية الجيدة في المكان الذي يتواجد فيه الطفل لمساعدته في تبريد جسمه.
- السوائل: يجب توفير السوائل بشكل جيد للطفل للحفاظ على ترطيب جسمه مثل إعطاؤه العصائر الطبيعية المخففة بالماء.
- الملابس : يجب ارتداء الطفل للملابس المريحة للسماح بتبخر الحرارة بشكل أفضل.
- المراقبة : يجب على الآباء والأمهات مراقبة درجة حرارة طفلهم بانتظام والتأكد من أنها تنخفض بالتدريج وإذا استمر ارتفاع درجة الحرارة لفترة طويلة أو إذا ظهرت أعراض أخرى كالقيء المتكرر أو صعوبة في التنفس يجب استشارة الطبيب على الفور كما يجب أيضا على الوالدين عدم إعطاء الطفل أي أدوية دون استشارة الطبيب.