Scroll Top

استعداد نفسي للطفل : مفتاح بداية مدرسية ناجحة

kids-1093758_640

يعد تحضير الطفل للذهاب إلى المدرسة من أهم الخطوات في حياته التعليمية، حيث يواجه لأول مرة بيئة جديدة مليئة بالتحديات والفرص، ويكون هذا الانتقال  مثيرًا لبعض الأطفال ولكنه قد يسبب القلق والتوتر لآخرين، ولذلك، من المهم أن يُعد الأهل أطفالهم نفسيًا بشكل مناسب لدخول المدرسة، لضمان تجربة تعليمية إيجابية من البداية، وفي هذا المقال، سوف نتناول كيفية تحضير الطفل نفسيًا للذهاب إلى المدرسة، إلى جانب  التركيز على الخطوات العملية التي يمكن للأهل اتباعها لتسهيل هذا الانتقال.

  • التحدث مع الطفل عن المدرسة

يعد من الضروري أن يبدأ الأهل بالتحدث مع الطفل عن المدرسة قبل فترة كافية من بدء العام الدراسي، ويمكن للأهل تقديم المدرسة للطفل كمكان ممتع ومليء بالأنشطة المثيرة والأصدقاء الجدد، فهذا يعين الطفل على بناء تصور إيجابي عن المدرسة ويحد من مخاوفه، كما أنه من المفيد شرح الأهل ما يمكن للطفل أن يتوقعه في المدرسة، مثل الجلوس في الفصول الدراسية، واللعب في فترات الاستراحة، والتفاعل مع المعلمين والأطفال الآخرين، وكلما زادت معرفته بما ينتظره، قل شعوره بالخوف والقلق.

  • زيارة المدرسة قبل بدء الدراسة

زيارة المدرسة قبل بدء العام الدراسي قد يكون لها تأثير كبير على استعداد الطفل النفسي، فهذه الزيارة تعطيه فرصة لرؤية الفصول الدراسية، والملاعب، والحمامات، وكل ما يتعلق بالبيئة المدرسية، ويمكن لهذه الزيارة أن تكون مصحوبة بجولة مع أحد أفراد هيئة التدريس، مما يتيح للطفل فرصة للتعرف على المعلمين والشعور بالراحة معهم، وبالإضافة إلى ذلك، قد تساعد الزيارة في الحد من الشعور بالغرابة والرهبة عندما يبدأ الطفل في الذهاب إلى المدرسة بشكل منتظم.

  • تطوير روتين يومي

يساعد الروتين اليومي الطفل على التكيف مع الحياة المدرسية بشكل أسهل، فمن الجيد أن يبدأ الأهل بتطبيق روتين صباحي  شبيه لما سيكون عليه الحال في أيام الدراسة، مثل الاستيقاظ في وقت محدد، وتناول الفطور، والاستعداد للخروج، فهذا الروتين يعين الطفل على أن يعتاد مواعيد المدرسة و الاستيقاظ مبكرًا، كما يمكنه تطوير روتين بعد المدرسة يشمل الأنشطة الهادئة مثل القراءة أو اللعب الهادئ، مما يعين الطفل على الاسترخاء بعد يوم مليء بالنشاطات.

  • تشجيع الاستقلالية

تعتبر الاستقلالية من أهم المهارات التي يجب تعزيزها لدى الطفل قبل دخول المدرسة، ويمكن تحفيز الطفل على القيام ببعض المهام اليومية بنفسه مثل ارتداء ملابسه، وترتيب حقيبته المدرسية، وتنظيف أسنانه، فهذه المهارات تزيد من ثقة الطفل بنفسه وتجعله أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات البيئة المدرسية، كما يمكن تشجيعه على اتخاذ بعض القرارات البسيطة، مثل اختيار الملابس أو نوع السندويتش الذي يريده في وجبته المدرسية.

  • التعامل مع القلق والفصل عن الأهل

يمكن أن يشعر الطفل بالقلق عند الانفصال عن الأهل في أول أيام المدرسة، لذلك، فمن الضروري على الأهل أن يتفهموا  هذه المشاعر ويقدموا الدعم العاطفي اللازم للطفل، كما يمكن استخدام عبارات تشجيعية مثل “سأكون هنا عندما تنتهي من يومك” أو “ستلتقي بأصدقاء جدد وتتعلم أشياء ممتعة”، ومن المهم أيضًا أن يتحلى الأهل بالصبر وأن يظهروا للطفل أنهم يثقون في قدرته على التكيف، كما قد يساعد اصطحاب الطفل إلى المدرسة في الأيام الأولى، والانتظار إلى أن يشعر بالراحة قبل المغادرة، في تقليل التوتر لدى الطفل.

  • الاستعداد للأنشطة المدرسية

يعد تعريف الطفل بالأنشطة المدرسية مثل اللعب الجماعي، والرسم، والاستماع للقصص من الأشياء التي يمكن أن تساهم في تحضيره نفسيًا، ويمكن للأهل ممارسة بعض هذه الأنشطة في المنزل قبل بدء المدرسة، مما يمنح الطفل فكرة عما يمكن أن يتوقعه، وهذا التحضير يعين على التفاعل بشكل إيجابي مع البيئة المدرسية والنشاطات المقدمة فيها.

  • الخلاصة

تحضير الطفل نفسيًا للذهاب إلى المدرسة يعد خطوة حاسمة لضمان تجربة تعليمية ناجحة، ومن خلال التحدث عن المدرسة، وزيارتها مسبقًا، وتطوير روتين يومي، وتشجيع الاستقلالية، والتعامل مع القلق، والتحضير للأنشطة المدرسية، يتمكن الأهل من مساعدة أطفالهم على الانتقال بسهولة إلى هذه المرحلة الجديدة من حياتهم، فعندما يكون الطفل مستعدًا نفسيًا، يكون أكثر قدرة على الاستفادة من بيئته التعليمية وتكوين ذكريات إيجابية حول تجربته في المدرسة.

Leave a comment