تعتبر التربية من العمليات الحيوية التي تهدف إلى تنمية الفرد من جميع النواحي حياته الاجتماعية والنفسية والفكرية ولكن باختلاف العصور نلاحظ اختلاف أساليب التربية وأهدافها قديما وحديثا حيث تأثرت التربية بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية لذا في هذه المقالة سنتناول بالتفصيل الفرق بين التربية قديما وحديثا مع التركيز على الأهداف والأساليب والأدوات والعلاقة بين المعلم والمتعلم وتأثير التكنولوجيا ودور الأسرة والمجتمع.
أهداف التربية
- قديما :
- نقل القيم والتقاليد : إن التربية قديما كانت تركز على نقل القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية التي تضمن تماسك المجتمع.
- التحضير للأدوار المجتمعية : أيضا كانت التربية تسعى إلى إعداد الفتيان والفتيات لأدوارهم المستقبلية في المجتمع حيث كانت هذه الأدوار محددة بشكل صارم بين الجنسين.
- حديثا :
- التعليم الشامل: إن التربية في العصر الحديث تعمل على تزويد الأطفال بالمعرفة الواسعة والشاملة مثل العلوم والتكنولوجيا والفنون والرياضيات وغيرها بهدف الإعداد لمجتمع معرفي متطور.
- تنمية القدرات الشخصية: أيضا تركز التربية الحديثة على تطوير التفكير النقدي والإبداعي للطفل وتنمية مهاراته الاجتماعية والعاطفية.
أساليب التربية
- قديما :
- التلقين والحفظ: كانت الأساليب التعليمية قديما تعتمد اعتمادا كبيرا على التلقين والحفظ بدون فهم حيث كان التركيز على نقل المعلومة بدلا من فهمها.
- حديثا :
- التعليم التفاعلي: يعتمد التعليم في العصر الحديث اعتمادا كبيرا على الأساليب التفاعلية مثل النقاش والعمل الجماعي والمشاريع البحثية لتشجيع الأطفال على المشاركة الفعالة بالإضافة إلى استخدام الألعاب والأنشطة الترفيهية كوسائل تعليمية لتحفيز الأطفال على التعلم.
الأدوات والمصادر
- قديما :
- الوسائل البسيطة : كانت الأدوات التعليمية قديما تقتصر على الألواح الخشبية الأوراق البردية والكتب المخطوطة.
- البيئة التعليمية التقليدية : غالبا كان التعليم يتم في المساجد أو الكنائس أو في المنازل.
- حديثا :
- التكنولوجيا الحديثة: في العصر الحديث يمكن استخدام الحواسيب والأجهزة اللوحية والإنترنت كأدوات تعليمية فعالة.
- المؤسسات التعليمية المتقدمة: في عصرنا الحالي تنتشر المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية التي توفر بيئات تعليمية حديثة ومتطورة.
العلاقة بين المعلم والمتعلم
- قديما :
- العلاقة السلطوية: قديما كانت العلاقة بين المعلم والطالب تتسم بالسلطة الكاملة للمعلم والهيبة حيث كان المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة.
- التفاعل المحدود : كان التفاعل محدود جدا بين الطالب والمعلم حيث يقوم المعلم بتلقين المعلومات ويجب على الطلاب حفظها.
- حديثا :
- العلاقة التشاركية: أصبحت العلاقة بين المعلم والطلب الآن أكثر تفاعلية وتشاركية حيث يتم تبادل الأفكار والخبرات بين الطرفين.
- دور الموجه والمرشد : تحول دور المعلم من كونه ملقن للمعلومات فقط إلى موجه ومرشد يساعد الطلاب على اكتشاف المعرفة ويشجعهم على تطوير مهاراتهم الذاتية.
تأثير التكنولوجيا على التربية
- قديما :
- المحدودية التكنولوجية : قديما كان تأثير التكنولوجيا على التربية محدودا جدا حيث كان يتم الاعتماد على الوسائل التعليمية المباشرة والبسيطة.
- المعرفة الشفوية: قديما كانت المعرفة تُنقل بشكل أساسي من خلال التفاعل الشخصي والتواصل الشفوي فقط.
- حديثا :
- التعلم الإلكتروني: في العصر الحديث تظهر منصات التعلم الإلكتروني التي تسمح للطلاب بالتعلم عن بعد من أي مكان وفي أي وقت من خلال الأجهزة الحديثة والأنترنت.
- الوصول إلى المعلومات : إن الأنترنت المتوفر الآن يعمل على تسهيل الوصول إلى كميات ضخمة من المعلومات والمعارف في أي وقت وأي مكان بسرعة وبدون جهد.
دور الأسرة والمجتمع في التربية
- قديما :
- الدور المركزي للأسرة : كانت الأسرة تلعب دورا أساسيا في تربية الأطفال حيث يتلقى الطفل تعليمه الأول من خلال الأهل أو الأجداد.
- المجتمع المحلي: قديما كان المجتمع المحلي له تأثير كبير على التربية حيث يتم تعليم الأطفال القيم والعادات والتقاليد من خلال المشاركة المجتمعية.
- حديثا :
- دور الأسرة الداعم : بالتأكيد في العصر الحديث لا تزال الأسرة تلعب دورا مهما أيضا في تربية الطفل لكنها أصبحت تعتمد على المؤسسات التعليمية بشكل أكبر في تعليم الأطفال.
- المجتمع العالمي : حديثا أصبح للمجتمع تأثيرا عالميا حيث يتعرض الأطفال للعديد من الثقافات والأفكار المختلفة عبر وسائل الإعلام والإنترنت.