تعد العوامل الاجتماعية أحد أبرز المؤثرات التي تلعب دورا هاما وحيويا في تحديد مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب فهذه العوامل تتفاعل مع بعضها لتشكل بيئة تعليمية متكاملة تؤثر على الأداء الأكاديمي والدراسي للطفل لذا في هذا الموضوع سنستعرض كيف تؤثر العوامل الاجتماعية المختلفة على التحصيل الدراسي مع التركيز على العوامل الرئيسية مثل الأسرة والبيئة الاجتماعية والأصدقاء والأنشطة الاجتماعية.
التأثيرات المتبادلة بين العوامل الاجتماعية والتحصيل الدراسي
- تأثير الأسرة على الأداء الأكاديمي عبر دعم الأصدقاء
إن الأسر التي توفر بيئة تعليمية مشجعة وداعمة للطلاب تساعد الطفل على بناء علاقات إيجابية مع الأصدقاء الجيدين وهذا شيء مهم لأن الأصدقاء الذين يقدرون التعليم ويشجعون على الدراسة يمكن أن يحفزوا ويعززوا من دافعية الطفل ويشجعوه على الالتزام بالتحصيل الدراسي الجيد.
وعلى النقيض فإذا كانت الأسرة غير داعمة ومشجعة لتعليم الطفل قد يتجه الطالب إلى تكوين علاقات مع أصدقاء سلبيين قد يؤثرون على تحصيله الدراسي والأكاديمي بالسلب.
- تأثير البيئة الاجتماعية على الثقة بالنفس
إن البيئة الاجتماعية التي يشعر فيها الطالب بالدعم والتشجيع يمكن أن تعزز من ثقته بنفسه وهذه الثقة تعتبر من العوامل الهامة التي تساهم في تحسين أداء الطفل الأكاديمي فعلى سبيل المثال إن وجود مجتمع داعم يشجع الطفل ويحفزه ووجود مدرسة تشجع على المشاركة الفعالة يمكن أن يزيد من شعور الطالب بالتمكين ويحفزه على تحقيق نتائج أفضل أكاديميا.
- تأثير الأنشطة الاجتماعية على التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية
إن ممارسة الأنشطة الاجتماعية مثل الرياضة والفنون يمكن أن تؤثر على التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية فمن ناحية يمكن أن تساعد هذه الأنشطة في تحسين العديد من المهارات مثل تنظيم وإدارة الوقت وهذا يساهم في التحصيل الدراسي.
ومن ناحية أخرى يمكن لهذه الأنشطة أن تؤدي إلى تشتت الطفل أو أخذ وقت كبير من الدراسة مما يؤثر سلبا على الأداء الأكاديمي لذا يجب العمل على تحقيق التوازن.
- تأثير المشكلات الاجتماعية على التركيز الدراسي
إن المشكلات الاجتماعية مثل النزاعات الأسرية تعد من العوامل الشائعة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرة الطلاب على التركيز والتحصيل الدراسي وهذا بسبب الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل نتيجة هذه المشكلات مما يؤدي إلى التراجع في الأداء الأكاديمي
وعلى الجانب الآخر عندما توفر الأسرة الدعم النفسي والهدوء والبيئة المريحة والمهيئة للدراسة هذا يساعد الطلاب على التركيز الأكاديمي والدراسي مما ينعكس إيجابا على تحصيلهم الدراسي.
- تأثير التوقعات الاجتماعية على الأهداف الأكاديمية
إن التوقعات التي يضعها المجتمع أو تضعها المدرسة على الطلاب يمكن أن تؤثر في أهدافهم الأكاديمية فمثلا توقعات المجتمع العالية قد تدفع الطالب لبذل جهد أكبر لتحقيق النجاح بينما التوقعات المنخفضة قد تؤدي إلى شعور الطفل بالإحباط مما يجعله غير مبال بالدراسة وفي بعض الأحيان قد تؤدي المبالغة في التوقعات إلى شعور الطفل بالضغوطات مما يؤثر سلبا علي تحصيله الدراسي لذا من الضروري أن تكون هذه التوقعات واقعية ومبنية على دعم حقيقي لتحفيز الطالب بشكل إيجابي وليس بشكل سلبي.
- التأثيرات الاقتصادية
إنالمستوى الاقتصادي الذي يعيش فيه الطفل يؤثر على قدرته على الوصول إلى الموارد التعليمية مثل الكتب والتكنولوجيا والدروس الخصوصية وغيرها فعادة ما نجد أن الأسر ذات الدخل المنخفض قد تواجه صعوبات في توفير هذه الموارد.
- التغيرات الاجتماعية
إن التغيرات الاجتماعية مثل الانتقال إلى بلد جديد أو تغيير المدرسة يمكن أن يؤثر على تحصيل الطالب بسبب الاختلافات في المناهج الدراسية أو لغة التعلم أو الثقافة المختلفة