تعتبر فترة المراهقة من الفترات الحساسة التي يمر بها الإنسان حيث تبدأ شخصيته في التكون وتتبلور لديه مفاهيم الاستقلالية والتواصل.
إن أحد الجوانب المهمة التي يجب العمل عليها خلال هذه الفترة هو تطوير مهارات التفاوض وحل النزاعات فهذه المهارات ليست فقط ضرورية للتعامل مع النزاعات اليومية التي يواجهها المراهقون فقط بل تعد أيضا من أساسيات بناء العلاقات الاجتماعية الصحية وتطوير مهارات العمل في المستقبل.
أهمية تطوير مهارات التفاوض وحل النزاعات لدى المراهقين
- تحقيق الحلول المرضية لجميع الأطراف : إن التفاوض يتيح الفرصة للوصول إلى الحلول الوسط أو الحلول التي ترضي جميع أطراف النزاع مما يقلل من الشعور بالظلم أو الاستياء ويعزز من روح المشاركة والتعاون.
- تنمية الثقة بالنفس : إن القدرة على التفاوض وحل النزاعات بفعالية يمنح الأفراد الشعور بالثقة في النفس ويعزز قدرتهم في التعامل مع المواقف الصعبة.
- تقليل التوتر والضغوط النفسية : إن النزاعات الكبيرة تؤدي إلى التوترات والضغوط النفسية لذا يجب تعليم المراهق كيفية حل النزاعات حتى يصبح أكثر قدرة على التعامل مع الخلافات بهدوء.
- تعزيز القدرات القيادية : أظهرت الأبحاث أن القادة الناجحين هم الذين يستطيعون إدارة الأزمات والنزاعات بشكل فعال واتخاذ القرارات التي تساهم في تحقيق أهداف الفريق أو المؤسسة.
- تحقيق بيئة عمل إيجابية : إن النزاعات في أماكن العمل يعتبر أمرا لا مفر منه ولكن عند وجود موظفين يمتلكون مهارات التفاوض وحل النزاعات فهذا يعزز من إنتاجية الفريق ويخلق بيئة إيجابية في العمل.
بعض الاستراتيجيات لتطوير مهارات التفاوض وحل النزاعات
- تعليم الاستماع الفعّال
إن الاستماع الفعال يعتبر المفتاح لفهم وجهة نظر الطرف الآخر مما يزيد من فرص حل الخلافات فيحتاج الشخص إلى التركيز على ما يقوله الآخرون دون مقاطعتهم فمثلا يمكن تدريب المراهقين على مهارات الاستماع من خلال تمارين إعادة صياغة ما قاله الطرف الآخر للتأكد من فهمه بشكل صحيح.
- التعبير عن الذات بوضوح وهدوء
من المهم على المراهقين تعلم كيفية التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطريقة صريحة وواضحة وبدون عدوانية بدلا من اتهام الطرف الآخر فهذا يقلل من التصعيد ويزيد من فرص التفاهم.
- البحث عن حلول وسط
من المهم تطوير مهارات البحث عن الحلول الوسط التي ترضي جميع الأطراف فهذا يعزز من روح التعاون بدلا من التنافس فمثلا يمكن العمل في مجموعات لحل مشكلة ما ويجب على كل طرف تقديم حلول وسط للتعامل مع المشكلة.
- التفكير النقدي والتحليلي
من المهم قبل التفاوض أو حل النزاع أن يقوم الشخص بتحليل الوضع والتفكير في جميع الخيارات المتاحة فيجب طرح بعض الأسئلة مثل “ما هي أفضل وأسوأ النتائج التي يمكن أن تحدث ؟” و”بماذا سوف يشعر الطرف الآخر إذا طبقنا هذا الحل؟” فذلك يساعد في تقييم الوضع بفعالية وموضوعية.
- التفاوض القائم على المبادئ
يجب أن يكون التفاوض بناء على المصالح الأساسية لجميع الأطراف بدلا من التركيز على المواقف أو المطالب فهذه الطريقة تشجع على فهم احتياجات الجميع وتساعد على إيجاد حلول تلبي تلك الاحتياجات مما يؤدي إلى نتائج مستدامة.
- تعليم الإقناع بالحقائق والمنطق
من المهم استخدام المنطق والحقائق للإقناع بدلا من استخدام العواطف أو الافتراضات غير المثبتة فهذا يعمل على تعزيز قوة التفاوض لأنه يعتمد على تقديم أدلة وبراهين لدعم وجهة النظر للطرف الآخر مما يساعد الطرف الأخر على الاقتناع وتقبل الحلول المقترحة.
