إن الحياة الزوجية تعتبر من أهم وأدق المراحل في حياة الفرد حيث تنطوي تلك المرحلة على مجموعة من العلاقات العاطفية والاجتماعية التي تتطلب التوازن الدقيق بين الشراكة والتفاهم ومع تطور العلاقات الاجتماعية والاقتصادية أصبح من الشائع والطبيعي أن تتداخل حياة الأزواج مع تأثيرات العائلات والأهل ويمكن أن يكون هذا التداخل إيجابي أو سلبي وقد يكون مزعج للبعض ولكن الأهل يمثلون جزءا لا يتجزأ من حياة أبنائهم وقد يحملون معهم العديد من التجارب والآراء مما قد يؤثر بشكل كبير على قرارات الأزواج ونمط حياتهم.
في هذا السياق إن إحدى القضايا الهامة التي تبرز في مجتمعاتنا هي تدخلات الأهل في الحياة الزوجية حيث يسعى الأهل بدافع الحب والقلق إلى تقديم الآراء والنصائح وتوجيه أبنائهم مما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية بين الزوجين في العلاقة الزوجية فتدخلات الأهل يمكن أن تتراوح بين الإيجابية مثل تقديم الدعم والمشورة عند الحاجة وقد تكون سلبية مثل فرض الرأي أو التدخل في القرارات الشخصية بين الزوجين وهذه التدخلات تخلق توترات كبيرة وقد تؤدي إلى مشاعر الإحباط والاستياء بين الزوجين إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم وصحي.
كيفية التعامل مع تدخلات الأهل في العلاقة الزوجية
- تحديد الحدود
تعد الحدود جزءا أساسيا لا غنى عنه لنجاح واستمرار أي علاقة فوضع الحدود يعتبر خطوة مهمة في مواجهة تدخلات الأهل لذا يجب على الزوجين وضع قواعد واضحة ومحددة تتعلق بالتدخلات العائلية سواء في الأمور اليومية أو القرارات المهمة ويمكن أن يشمل ذلك تحديد الأوقات التي يسمح فيها بتدخل الأهل أو الأمور التي لا يجب مناقشتها أمام الأهل فهذه الحدود تساعد في حماية العلاقة وتجنب الصراعات بين الطرفين.
- التواصل الفعال
إن التواصل هو مفتاح نجاح أي علاقة فمن المهم على الزوجين التعبير عن مشاعرهما بصدق تجاه تدخلات الأهل كما يجب التوضيح كيف تؤثر هذه التدخلات بشكل سلبي على حياتهم الزوجية بالإضافة إلى أنه من الضروري جدا أيضا الاستماع إلى الأهل ومحاولة فهم دوافعهم حيث قد يكون ذلك التدخل ناتج عن القلق أو الرغبة في المساعدة أو أن لديهم وجهة نظر هامة غائبة عن ذهن الزوجين نظرا لعدم خبرتهم فذلك التواصل يساعد في تقليل التوترات وبناء فهم مشترك بين الزوجين وعائلتهم.
- البحث عن حلول مشتركة
عندما تظهر مشكلة ما بسبب تدخلات الأهل يجب على الزوجين التفاوض مع الأهل حول كيفية تقديم الدعم بطريقة أفضل ويمكن أيضا البحث عن حلول مشتركة لتلك المشكلة مما يعزز القدرة على اتخاذ القرارات بشكل مشترك ويعزز من استقلالية الزوجين.
- تعزيز الاستقلالية
إن تعزيز الاستقلالية تعد من العوامل الضرورية في التعامل مع تدخلات الأهل فيجب على الزوجين اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية معا حيث هذا يساعد على تعزيز هويتهما كزوجين مستقلين كما يطور من مهارات حل المشكلات لديهم مما يقلل من الحاجة لتدخل الأهل في الأمور اليومية.
- تجنب الصراعات المباشرة
يجب أن يتحلى الزوجان بالهدوء التام والاحترافية عند التعامل مع الأهل لتجنب تصعيد الأمور فبدلا من إلقاء اللوم عليهم بسبب تدخلاتهم يجب التركيز على المشكلة المطروحة ذاتها حتى لا يتفاقم النزاع فالبقاء هادئين يساعد في الحفاظ على العلاقات ويحقق نتائج إيجابية.
- إشراك الأهل بطريقة إيجابية
يمكن إشراك الأهل في الأنشطة العائلية أو الاحتفالات أو المناسبات وطلب تقديم بعض الاقتراحات منهم في هذه الأشياء فيمكن لهذه الطريقة أن تكون وسيلة فعالة لتقليل التدخلات السلبية بالإضافة إلى تعزيز الروابط الأسرية.