فهم معنى مرحلة المراهقة
من الأشياء الهامة فى عصرنا الحالى هى محاولة الوالدين فهم معنى مرحلة المراهقية ومن ثم كيفية التعامل مع أبنتهما فى تلك المرحلة الحرجة ، إذ أن هذه المرحلة لا تحدث فيها تغيرات جسمية فقط بل تغيرات عاطفية وعقلية وإجتماعية ويبدو هذا التغيير الجذرى مع بداية المراهقة لاسيما فى طريقة تعامل المراهق أو المراهقة مع الوالدين , فتجدهم يحبون الإستقلال والعزلة ويميلون للأقران وإتخاذ القرارات الفردية ويهتمون كثيرا بأمر جديد وهو (كيف يراهم الآخرين أو كيف يبدون فى عيون الناس ) !
لذلك يحتاج كلا من الوالدين للقراءة المتعمقة عن فترة المراهقة وكيفية التعامل معها بل وتذكر مرحلة المراهقة الخاصة بكلا من الأب والأم وتذكر تلك المرحلة الحرجة والمواقف المختلفة والمشاعر المتقلبة حتى وصلوا لمرحلة النضج وكل ذلك يجعلهم أكثر قدرة عل فهم أبنتهما المراهقة وأفضل الطرق للعامل معها حتى تمر تلك المرحلة الحساسة .
احترام خصوصية الإبنة
لابد لكلا من الأبوين أن يساعدا أبنتهما على أن تكون مستقلة وذات شخصية قوية لذلك لابد أن يمنحوها شىء من الإستقلال والخصوصية وأحترام أمورها الخاصة وعدم إفشاء أسراراها لاسيما داخل العائلة , أما فى حالة شعور أحد الأبوين بتعرض إبنتهما لمشكلة ما لابد من سؤالها لمساعدتها فى حل مشكلاتها وتخطى أزماتها النفسية , ولكن هذا لا يعنى إهمال من الأبوين لأن تلك المرحلة تحتاج لليقظة فى معرفة صديقات الإبنة وأين تذهب ومع من تتواجد لكن مع إشعار الإبنة بشىء من الثقة بها .
إظهار التعاطف مع الإبنة والحب لها
من الأشياء الهامة أيضا فى تعامل الوالدين مع أبنتهما المراهقة هى إظهار الحب والتعاطف معها والإهتمام بكل ما تهتم به إبنتهما المراهقة , والخطأ الذى يقع فيه معظم الآباء والأمهات أيضا هى إفتراض بأن الأبنة تعرف بحب أبويها لها , فتجد فى تلك الحالة إهمال من الوالدين لإبنتهما المراهقة وعدم التقرب منها أو تجد الأسرة نفسها غير متماسكة ومترابطة , لذلك تحتاج الإبنة المراهقة لتقرب أبويها منها وعدم الإستسلام للمشاعر السلبية
, أما عن إظهار الحب فيكون بالتقرب من الإبنة والإستماع لها وقضاء وقت معها وإحترام خصوصيتها ومشاعرها .
طرق التعامل مع تصرفات المراهقات الفتيات
نجد فى مرحلة المراهقة كثير من الفتيات يميلون للتصرف بأساليب درامية ومبالغة فى الفعل وردة الفعل بسبب حبهم فى لفت النظر إليهم وجذب الإنتباه لهم او حتى لأسباب لا نعلمها , وهو أمر مزعج للغاية لاسيما للوالدين إذ يشعرون بالإحباط مما يجدونه من حساسية مفرطة لدى إبنتهم وإضطرابات عديدة , لكن المختصون فى شئون علم النفس والإجتماع يطمئنون الوالدين بأن هذه الأمور كلها طبيعية فى تلك المرحلة ولا داعى للقلق , لكن على الأبوين التصرف بحكمة والتحلى بالهدوء ومراعاة مايلى :
- التجاوب مع الإبنة المراهقة عند رغبتها فى الحديث والإنصات لها بإهتمام عند طرحها لقضية أو مشكلة ما , ولا يجب على الأبوين توجيه النصح والأوامر المباشرة لأن ذلك من شأنه أن يزداد الأمر سوءا بل تقديم المشورة بشكل عادى كما يفعل الأقران .
- التحلى بالهدوء ومساعدة إبنتهما المراهقة على فهم ما تشعر به وتسميته والتأكيد على أن مشاعرها ليست عيبا أو حراما بل هى أمر قد يكون طبيعي فى تلك المرحلة وهى “الميل للجنس الآخر ” وهو ما يجعلها تسعى لمعالجة الأمور بشكل سلس دون إفراط أو تفريط .
- مساعدة الفتاة المراهقة على تخطى أزماتها وحل مشكلاتها وهو أمر هام للغاية أن يعلم الأبوين الإبنه مهارات حل المشكلات وهو مايحدث من خلال الإنصات لها ومناقشتها وتبادل الأفكار والخبرات المختلفة .