تعتبر لحظة بدء الطفل الرضيع في المشي واحدة من أهم اللحظات التي ينتظرها الآباء والأمهات فهي لحظة هامة ومثيرة تدل على تطور ونمو الطفل فيعتبر المشي من أهم الإنجازات في رحلة الطفل نحو النمو والاكتشاف فهي ليست مجرد حركة بدنية فحسب بل تعتبر تجربة فريدة تمزج بين التحديات الحركية والتطور النفسي كما أنها تعتبر فترة حاسمة في حياة الطفل وتأثيرها يمتد إلى المستقبل إذ تشكل قاعدة للتطور الحركي والاجتماعي والعاطفي فيما بعد.
تأثير المشي على تطور الطفل الشامل
- النمو الحركي :
يعتبر مشي الطفل من المرحل الحاسمة في التطور الحركي للطفل حيث يتطلب المشي استخدام مجموعة متنوعة من المهارات الحركية والعضلات مما يعزز ويقوي العضلات ويحسن من التوازن لدى الطفل وهذا التحسن في القوة العضلية والتوازن يساهم في تطور المهارات الحركية الأخرى مثل القدرة على التسلق والركض والقفز.
- النمو العقلي :
لا يؤثر المشي على النمو الحركي فقط بل بالإضافة إلى ذلك يمتد التأثير إلى التطور والنمو العقلي أيضا حيث عندما يبدأ الطفل في المشي يزداد استقلاله وابتكاره وقدرته على استكشاف العالم من حوله بشكل أوسع ويتعلم الطفل خلال هذه المرحلة بعض المفاهيم الجديدة مثل البعد والمكان مما يساعده في تطوير مهارات الابتكار والتفكير والتعلم.
- النمو الاجتماعي :
تؤثر مهارة المشي أيضا على التواصل والتفاعلات الاجتماعية للطفل عندما يصبح الطفل قادرا على المشي بمفرده دون مساعدة أبويه حيث يمكنه المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع الأطفال الآخرين بشكل أكبر مما يساهم في تطوير مهارات التعاون والتفاعل الاجتماعي لديه.
- النمو العاطفي :
مشي الطفل يمكن أن يؤثر أيضا على نموه العاطفي حيث يشعر الطفل بالفخر والثقة بالنفس عندما يتمكن من المشي بمفرده وهذا يعزز شعوره بالاستقلالية والقدرة على تحقيق أهدافه وبالطبع هذا يحتاج من الآباء والأمهات التشجيع والدعم والتفاعل الإيجابي مع الطفل باستمرار مما يعزز العلاقة العاطفية بين الطفل وأهله.
مراحل تطور مشي الطفل الرضيع
- الاستعداد والتمهيد :
تشمل هذه المرحلة تطوير الطفل لمهاراته الحركية الأساسية وقوته العضلية التي يحتاجها للمشي وهذه المرحلة تحدث عادة خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل حيث يبدأ بالتمدد والحركة النشطة على الأرض ويتقلب من الظهر إلى البطن والعكس.
- الوقوف والتحرك بالدعم :
في هذا المرحلة يكون الطفل قادرا على الوقوف بدعم حيث يبدأ في استخدام الأثاث والجدران لدعم نفسه ولمساعدته على الوقوف يبدأ هذا التحرك عادة في الشهور الخامسة حتى الثامنة.
- المشي بالمساعدة :
في هذه المرحلة يمكن للطفل المشي بدعم خفيف من البالغين مثل إمساكهم ليديه وعادة ما يحدث ذلك في الشهور الثامنة إلى العاشرة.
- المشي بمفرده :
عندما يكون الطفل متوازنا وقويا بما يكفي يبدأ في المشي بمفرده وهذا يبدأ عادة في الشهور العاشرة إلى السنة الثانية من عمره ولكن يمكن أن يكون هناك تباين كبير في الأوقات وفروق فردية بين الأطفال.
بعض النصائح لمساعدة الطفل على المشي
توفير بيئة آمنة :
- يجب التأكد من أن الطفل يتحرك في بيئة آمنة وخالية من أي أشياء حادة أو عوائق.
- يجب أيضا استخدم الأثاث المستقر والمواد الغير قابلة للانزلاق لمساعدته على الوقوف والمشي دون قلق.
الدعم والتشجيع :
- يجب تقديم الدعم والتشجيع المستمر للطفل من قبل الآباء أثناء محاولاته للوقوف والمشي حتى إذا كانت خطواته صغيرة في البداية.
- يجب الاحتفال بكل نجاح صغير يحققه الطفل في رحلته نحو المشي سواء كان ذلك بالكلمات الإيجابية أو التصفيق أو القبلات لتحفيزه وزيادة ثقته في نفسه.
التدريب اليومي :
- قم بتخصيص وقت يومي لتدريب الطفل على المشي حتى لو كانت فقط لبضع دقائق في كل مرة.
- يمكن استخدم الألعاب التعليمية التي تحفز الطفل على المشي مثل اللعب بالسيارات أو بالدمى.
الصبر والتفهم :
- يجب على الآباء والأمهات أن يتذكروا أن كل طفل يتطور بوتيرة مختلفة فلا يجب عليهم أن يقارنوا أطفالهم بالآخرين.
- ليس هناك داع للعجلة بل يجب عليهم احترام وقت الطفل وأن يحاولوا فهم تحركاته واحتياجاته.
المساعدة الفعالة :
- يمكن استخدم الأيدي لتقديم المساعدة والدعم الخفيف للطفل عند البدء في المشي.