الفحص السريري لحديثي الولادة
مما لا شك فيه أن الفحص السريري لحديثي الولادة يعد من أهم الإجراءات التي يجب أن يخضع لها الطفل خلال 24ساعة الأولى من ولادته وذلك للكشف عن وجود أي مشكلة صحية تعوق النمو الطبيعي للمولود وحالته الصحية على المدى البعيد أو قد تؤثر على بقائه على قيد الحياة , ومن ثَمَ اكتشافها باكرًا يساعد الأطباء على الوصول للعلاج المناسب لها دون تأخير لذا يقوم الأطباء بالفحص السريري الشامل بمجموعة من القياسات الطبية التي تشمل:
- قياس الوزن :ويبلغ الوزن عند الولادة حوالى(3.2 كجم) في المتوسط .
- قياس متوسط الطول: (51 سم) .
- قياس محيط الرأس.
*كما يقوم الأطباء بتفحص جلد المولود والرأس والعنق والقلب والرئتين والبطن والأعضاء التناسلية، ويُقيِّمون الجهاز العصبي والمنعكسات الخاصة بالمولود.
- الجِلد:
يتم فحص الجلد من حيث اللون الذي يكون محمرًا في الغالب مع بعضا من اللون الأزرق على أصابع اليد والقدمين حيث يظهر اللون الأزرق نتيجة لضعف الدورة الدموية خلال الساعات الأولى القليلة من الولادة كما يمكن ظهور بعضا من البقع باللون الأرجواني المحمر الناشئة نتيجة التعرض لضغط شديد أثناء الولادة أو اضطرابات بالجسم كما يمكن ظهور بعض التقشرات حول المعصم و طيات الكاحل وقد يظهر طفح جلدي يعرف بالحمى السمية الوليدية في 24ساعة الأولى بعد الولادة.
- الرأسُ :
يتم فحص رأس المولود ووجهه وعنقه للكشف عن أية تشوهات قد تحدث أثناء الولادة.
وفي حالة الولادة الطبيعية تخرج الرأس أولا وتكون مشوهه بعض الشيء لعدة أيام حيث تتراكب العظام التي تشكل الجمجمة أثناء الولادة حيث تنضغط الرأس من أجل الولادة,كما يحدث أيضا تورم و تكدم في فروة الرأس تسبب حدوث نزف من أحد عظام الجمجمة والغطاء الخارجي لها نتوءا صغيرا على الرأس يزول في غصون أشهر قليلة كما يحدث بعض التكدمات في وجه الوليد بسبب الضغط أثناء الولادة وأحيانا يظهر الوجه غير متناظر نتيجة ضرر في أحد أعصاب الوجه أثناء الولادة و يتم التعافي أثناء الأسابيع القليلة التالية.
على العكس من ذلك الولادة المقعدية فلا يحدث التورم في الرأس عادة ولكن يحدث التورم أو التكدم في الردفين أو الأعضاء التناسلية أو القدمين و حاليا يجرى تجنب الولادة المقعدية عادة وعندما يكون الصغير في الوضعية المقعدية يوصى الأطباء بالولادة القيصرية.
- الملتحمة :
قد تؤدي عملية الولادة إلى نزوف تحت الملتحمة أى تمزق الأوعية الدموية على سطح العين في عيني المولود وأيضا تختفى تماما خلال أسبوعين دون أية معالجة خارجية .
- الأذنين:
يتم فحصهما لمعرفة إذا كان شكلهما طبيعي و فى مكانهما الصحيح.
- الفم:
يتم فحص الفم للتأكد من عدم وجود مشاكل مثل وجود أسنان و هنا نحتاج إلى إزالتها أو وجود شفة مشقوقة أو الحنك المشقوق و التأكد من عدم وجود ورم لثوي و الذى يؤدى إلى مشاكل في التغذية وقد تؤدي إلى انسدادا في المسالك الهوائية.
- العنق:
يتم فحص العنق للتأكد من عدم وجود إلتواءات أو زوائد أو تشنجات.
- القلب والرئتان:
يتفحص الأطباء القلب والرأتين باستخدام السماعات الطبية و التأكد من عدم وجود مشاكل حيث يستطيعون معرفة النفخة القلبية أو إحتقان الرئة أو وجود عيوب خلقية في القلب أو أمراض في الرئة من خلال وجود زرقان في الوجه و الجذع كما يتم التحقق من معدل قوة النبض و مراقبة التنفس للمولود وعدده في الدقيقة وأصوات نبضات القلب و التنفس.
- البطنُ:
يتم فحص البطن بشكل عام و التحقق من حجم وشكل ووضعية الأعضاء الداخلية كالكلى و الكبد و الطحال و التأكد من عدم وجود عيوب خلقية في السبيل الهضمي.
- الأعضاء التناسليَّة:
يتم التأكد من ان الإحليل مفتوح و فى مكانه الصحيح كما يتفحص الأطباء الأعضاء التناسلية للتأكد من ان الأعضاء التناسلية ذكرية أم أنثوية بشكل واضح فعند الذكور تكون الخصيتان موجودتين في كيس الصفن ,و فى الإناث تكون الإشفارة بارزة لتعرضها لهرمونات الأم و تكون متورمة خلال الأسابيع القليلة الأولى بالإضافة إلى تكون المفرزات من مهبل المولودة و التي تحتوى على مخاط و دم,كما يفحص الطبيب فتحة الشرج و التأكد انها في مكانها الصحيح و إنها مفتوحة و ليست مغلقة ,ويتم التأكد من عدم وجود عيوب خلقية في السبيل البولي والأعضاء التناسلية بصفة عامة.
- الجهازُ العصبي:
يقيس و يتحقق الأطباء من مستوى اليقظة عند حديثي الولادة من القدرة على تحريك الذراعين و الساقين بشكل متساوي و التأكد من عدم توتر العضلات وعدم وجود خلل في الأعصاب.
- كما يقوم الأطباء بتفحص المنعكسات عند المولود وأهم تلك المنعكسات:
*منعكس مورو: وهو عند إجفال المولود يبدأ بالبكاء و يفتح ذراعيه للخارج مع أصابع اليدين تكون ممطوطة ويرفع ساقيه نحو صدره.
*منعكس التجذير:عند النقر على أحد جانبي فم المولود أو شفته يحول رأسه أو شفته إلى هذا الجانب و يفتح فمه و هذا المنعكس يمكن المولود من إيجاد حلمة الأم.
*منعكس المص:عندما يوضع جسم مثل اللهاية في فم المولود يبدأ بالمص مباشرة.
و بذلك نتفادى وجود عيوب خلقية في الدماغ و الحبل الشوكي.
- العضلاتُ والعظام:
يتأكد الأطباء من عدم حدوث أي كسر في عظام الرضيع أثناء الولادة و بالأخص عظمة الترقوة بالإضافة إلى التأكد من عدم وجود أي طرف غير متشكل أو مفقود و التأكد من عدم وجود خلع في مفصل الورك , كما يتم إجراء فحص للعمود الفقرى للتأكد من عدم وجود عيوب أو تشوهات والتأكد من مرونة و حركة الذراعين و الساقين و الوركين .
و بذلك نتفادى العيوب الخلقية في الوجه و العظام و المفاصل و العضلات.