Scroll Top

رحلة المراهقة : دروب التغيرات والانفعالات

مرحلة المراهقة مليئة بالتحديات، لكنها فرصة أيضاً للنمو وتطوير الذات.
فهم هذه التحديات وتقديم الدعم للمراهقين أمرٌ ضروريٌ لِتَجاوز هذه المرحلة بنجاح.

bmx-1924106_640

تعتبر مرحلة المراهقة واحدة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان حيث إنها تتسم بالتغيرات الجذرية والسريعة على الصعيدين الجسدي والنفسي وهذه المرحلة تمتد تقريبا من عمر الثانية عشرة إلى نهاية العقد الثاني من العمر كما أن هذه المرحلة ليست مجرد فترة انتقالية بين الطفولة والبلوغ بل هي مرحلة مليئة بالانفعالات المعقدة والتحديات التي تلعب دورا أساسيا في تشكيل هوية الفرد ومستقبله.

أثناء فترة المراهقة يمر الجسم ببعض التحولات الهرمونية الكبيرة التي تؤدي إلى تطورات جسدية ملحوظة مثل نمو الأعضاء الجنسية وظهور السمات الجنسية الثانوية وهذه التغيرات الجسدية يمكن أن تكون مصدرا للقلق والتوتر بالنسبة للمراهقين وخاصة عندما تترافق مع الضغوط الاجتماعية والتوقعات غير الواقعية بالإضافة إلى التغيرات الجسدية التي يواجهها المراهقون والتحولات النفسية التي تشمل تطور التفكير النقدي وزيادة الوعي بالذات والهوية.

إن فهم هذه الانفعالات وكيفية التعامل معها بفعالية يعتبر من الأمور بالغة الأهمية للمراهقين وللأشخاص الذين يحيطون بهم فالدعم العاطفي والتوجيه الإيجابي من الأهل والأصدقاء والمعلمين يمكن أن يساعد المراهقين على تجاوز هذه المرحلة بنجاح كما أن تطوير مهارات التكيف والمرونة ستفيدهم في مراحل حياتهم المستقبلية  لذا من الضروري أن يتمتع البالغون بالوعي الكافي ومعرفة أسباب هذه الانفعالات وكيفية التعامل معها بشكل صحيح بدون خلق تعقيدات وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة.

أسباب الانفعالات المسيطرة على مرحلة المراهقة

  • التغيرات الهرمونية والجسدية :
  • البلوغ:  يمر المراهقون ببعض التغيرات الهرمونية الطبيعية مما يؤدي إلى تطور الأعضاء الجنسية مما يسبب شعورا بعدم الاستقرار والقلق.
  • النمو الجسدي:  يمكن للزيادة السريعة في الطول والوزن والتغيرات الجسدية الأخرى أن تجعل المراهقين يشعرون بالوعي الذاتي والحرج.

  • التطور النفسي والعقلي :
  • تطوير الهوية : في مرحلة المراهقة يسعى المراهقون لتحديد هويتهم الشخصية والفكرية مما يؤدي إلى شعورهم بالارتباك والشك.
  • التفكير النقدي:  يعد القدرة على التفكير النقدي والتحليل من العوامل التي تجعل المراهقين يعيدون تقييم معتقداتهم وقيمهم مما يسبب لهم التوتر.

  • العوامل الاجتماعية :
  • ضغط الأقران:  يمكن للرغبة في الانتماء إلى مجموعة معينة من الأصدقاء والقبول الاجتماعي أن يؤدي إلى الضغط والتوتر والقلق.
  • التوقعات الاجتماعية:  تعد التوقعات الأسرية والمجتمعية من أحد اكبر العوامل المسببة للضغط وخاصة في ما يتعلق بالمقارنات والسلوك الاجتماعي.

  • البيئة الأسرية :
  • العلاقات الأسرية:  إن الصراعات مع الأهل والأشقاء والتغيرات الأسرية مثل الطلاق أو الزواج الثاني يمكن أن يسبب التوتر العاطفي للمراهق.
  • الدعم الأسري : نقص الدعم العاطفي والتوجيه من الأهل يزيد من مشاعر الغضب والتمرد بين المراهقين.

  • التوقعات الأكاديمية  :
  • الضغوط الدراسية:  التوقعات العالية لتحقيق النجاح الأكاديمي والتفوق وخصوصا من الأهل يمكن أن تشكل ضغط كبيرا على المراهقين.
  • الانتقال بين المراحل الدراسية : يمكن للانتقال من مرحلة دراسية لأخرى من أن يتسبب في التوتر مثل الانتقال من المدرسة الإعدادية إلى الثانوية أو من الثانوية إلى الجامعة.

  • المشكلات الصحية والنفسية :
  • الاضطرابات النفسية : يعاني بعض المراهقين من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق مما يزيد من تعقيد المشاعر والانفعالات.
  • المشاكل الصحية:  مثل الأمراض الجسدية أو الحالات الطبية المزمنة يمكن أن تؤثر على حالة المراهق النفسية.

كيفية التعامل مع الانفعالات المسيطرة على مرحلة المراهقة

  • تقنيات الاسترخاء : يمكن تعليم المراهقين تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل واليوغا فهذا يمكن أن يساعدهم على تهدئة أعصابهم.
  • الجدولة والتنظيم : مساعدة المراهقين على تنظيم الوقت ووضع الجداول الزمنية يمكن من أن يقلل من مشاعر التوتر الناتجة عن الضغوط الأكاديمية والاجتماعية.
  • التحدث عن المشاعر : تشجيع المراهقين على تفريغ والتحدث عن مشاعرهم والبحث عن دعم من الأهل أو الأصدقاء يمكن أن يخفف من التوتر والقلق.
  • الأنشطة المبهجة:  يجب تشجيع المراهقين على المشاركة في الأنشطة التي يحبونها ويستمتعون بها لأن ذلك يرفع من معنوياتهم.
  • التواصل الاجتماعي:  إن تعزيز الروابط الاجتماعية والدعم العائلي يساعد المراهق على تجاوز مشاعر الحزن والقلق.
  • التعبير البناء عن الغضب:  يجب تعليم المراهق كيفية التعبير عن غضبه بطرق بناءة مثل الكتابة أو ممارسة الرياضة.
  • وضع حدود واضحة : يجب تحديد حدود وقواعد واضحة للسلوك فيمكن لهذا أن يساعد في تقليل مشاعر التمرد.
  • النقاش والحوار:  فتح حوارات صادقة ومفتوحة مع المراهقين حول ما يزعجهم يقلل من توترهم وغضبهم.
  • البحث عن المساعدة المهنية  :يجب البحث عن المساعدة من خلال المستشار النفسيين أو المعالجين إذا كانت مشاعر الحزن أو الغضب أو الاكتئاب شديدة أو مستمرة عند المراهق.

Related Posts

Leave a comment