يعتبر الانقلاب من البطن إلى الظهر أو العكس واحدة من أهم المهارات الحركية التي يكتسبها الطفل خلال الأشهر الأولى من حياته، وتعد هذه الحركة علامة على النمو السليم للجهاز العصبي والعضلي للطفل، وتشير إلى أن الطفل يبدأ في تطوير قدراته الحركية واستكشاف بيئته، وفي هذا المقال، سنتناول متى يبدأ الطفل في الانقلاب، العوامل التي تؤدي على هذا التطور، وكيف يستطيع الأهل دعم أطفالهم خلال هذه المرحلة.
- متى يبدأ الطفل في الانقلاب؟
في الغالب ما يبدأ الأطفال في محاولة الانقلاب من البطن إلى الظهر أو العكس ما بين الشهرين الثالث والسادس من العمر، وهذا التوقيت قد يختلف من طفل لآخر بناءً على عدة عوامل، ففي الشهر الثالث تقريباً، يبدأ الأطفال في رفع رؤوسهم عند الاستلقاء على بطونهم، مما يعين على تقوية عضلات الرقبة والكتفين، وهذه القوة العضلية ضرورية لتعزيز القدرة على الانقلاب، وبحلول الشهر السادس، يكون أغلب الأطفال قد اكتسبوا القدرة على الانقلاب من البطن إلى الظهر، وقد يبدأ بعضهم في الانقلاب من الظهر إلى البطن.
- العوامل المؤثرة على الانقلاب
توجد العديد من العوامل التي تؤثر في توقيت وقدرة الطفل على الانقلاب، ومن بين هذه العوامل:
- التطور العضلي: فتقوية العضلات هي المفتاح الرئيس في الانقلاب، فالأطفال الذين يحصلون على وقت كافٍ للاستلقاء على بطونهم (Tummy Time) ينعمون بعضلات رقبة وكتف أقوى، مما ييسر عليهم تعلم الانقلاب.
- الوراثة: قد تلعب الوراثة دوراً في تحديد موعد انقلاب الطفل، فإذا كان الوالدان قد حققا هذا الإنجاز في وقت باكر، فمن المحتمل أن يفعل الطفل الشيء نفسه.
- التحفيز البيئي: الأطفال الذين يعيشون في بيئة تشجعهم على الحركة والاستكشاف يميلون إلى تعلم المهارات الحركية بشكل سريع.
- الصحة العامة: الأطفال الذين يتمتعون بصحة سليمة و يتم تغذيتهم جيداً يميلون إلى تحقيق معالم النمو الحركي في وقتها المتوقع.
- كيفية دعم الطفل في تعلم الانقلاب
يمكن للأهل إعانة أطفالهم على تطوير مهارة الانقلاب من خلال بعض النشاطات والتدريبات:
- وقت الاستلقاء على البطن (Tummy Time): تأكد من أن يتحصَّل طفلك على وقت كافٍ للاستلقاء على بطنه تحت إشرافك، فهذا يطور من قوة عضلات الرقبة والكتف.
- اللعب التفاعلي: قم باستخدام الألعاب التفاعلية لجذب انتباه الطفل وتحفيزه على التحرك، ويمكنك وضع الألعاب على جوانب مختلفة لجعل الطفل يحاول الانقلاب بهدف الوصول إليها.
- التشجيع والتحفيز: قدم الكثير من التحفيز عندما يحاول طفلك الانقلاب، فيمكن للكلمات الإيجابية والابتسامات أن تزيد من ثقة الطفل بنفسه.
- التدليك: تدليك جسم الطفل يمكن أن يساند في تطوير العضلات وتعزيز الدورة الدموية، مما ييسر عملية الانقلاب.
- مراحل الانقلاب
الانقلاب يتضمن العديد مراحل يتطور من خلالها الطفل:
- رفع الرأس: حيث يبدأ الطفل برفع رأسه أثناء الاستلقاء على بطنه، مما يزيد من قوة عضلات الرقبة.
- الانقلاب من البطن إلى الظهر: فبعد أن يكتسب الطفل القوة المناسبة، يبدأ في الانقلاب من البطن إلى الظهر.
- الانقلاب من الظهر إلى البطن: وهذه الخطوة تتطلب قوة عضلية أعلى وتنسيقاً أفضل، وعادةً ما تحدث في وقت لاحق من بعد الانقلاب الأول.
- أهمية الانقلاب في تطور الطفل
حيث أن الانقلاب ليس مجرد حركة بسيطة، بل هو جزء مهم من التطور الحركي للطفل، وهذا الإنجاز يحسن من قدرة الطفل على التحكم بجسده، ويساعده في استكشاف بيئته بطرق جديدة، وكما أن الانقلاب يعد خطوة تمهيدية لمهارات حركية أكثر تعقيدًا مثل الجلوس والزحف والوقوف، وهذه المهارات الحركية تعززمن استقلالية الطفل وتعزز من ثقته بقدراته.
- التحديات التي قد تواجه الطفل
قد يواجه بعض الأطفال صعوبات في تعلم الانقلاب نتيجة عدة عوامل، منها ضعف العضلات أو تأخر في التطور الحركي، ومن المهم متابعة تطور الطفل والتردد على الأطباء إذا كانت هناك مخاوف بخصوص التأخر في تحقيق هذه المهارة، فالتدخل المبكر قد يساعد في معالجة أي مشكلة ويحفز النمو السليم للطفل.
- الخلاصة
يعتبر الانقلاب من أهم مظاهر النمو الحركي للطفل، وفي العادة ما يبدأ الأطفال في تحقيق هذا الإنجاز ما بين الشهرين الثالث والسادس، كما أن التطور العضلي، والتحفيز البيئي، والصحة العامة، لها أثر على توقيت وقدرة الطفل على الانقلاب، ومن خلال تقديم الدعم والتحفيز اللازمين، يستطيع الأهل مساعدة أطفالهم على تحقيق هذا الإنجاز الهام وتعزيز مهاراتهم الحركية بثقة واستقلالية، وفهم مراحل النمو ومساعدة الطفل على تحسينها بشكل صحيح يعتبر أساساً لنموه السليم واستكشافه للعالم من المحيط به.