تعتبر الرضاعة الطبيعية وتغذية الرضع أحد أهم الجوانب التي يعطي لها الآباء والأمهات اهتمامًا كبيرا إن تطور الرضيع وصحته الجيدة تحتاج إلى نظام غذائي سليم ومدروس ومن أهم العوامل التي قد تؤثر على هذا النظام هو عسر الهضم. سنتحدث في هذا الموضوع عن عسر الهضم لدى الرضع وسنضع الضوء على الأسباب والعوامل المؤثرة على هذه الظاهرة .
الأسباب والعوامل المؤثرة في عسر الهضم لدى الرضع :
- نقص الإنزيمات الهضمية :
نقص الإنزيمات الهضمية الهضم لدى الرضع يعتبر أحد أهم العوامل الرئيسية وراء عسر وهذا ينتج لأن الجهاز الهضمي للرضيع قد لا يكون قادرا بعد على إفراز كميات كافية من الإنزيمات الهضمية مثل الأميليز والليباز والبروتياز اللازمة لتحليل الكربوهيدرات والدهون والبروتينات بشكل فعال .
- الحساسية الغذائية :
يعتبر التفاعل الحساسية للطعام أحد العوامل المنتشرة والشائعة التي قد تتسبب في عسر الهضم لدى الأطفال الرضع حيث إن الطفل الرضيع قد يكون مصابًا بحساسية تجاه مكونات معينة في الطعام مثل اللاكتوز في الحليب أو الجلوتين في الحبوب مما يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي لديه .
- التغذية غير السليمة :
يمكن أيضا أن تلعب التغذية غير السليمة دورًا في ظهور عسر الهضم لدى الرضع، سواء كان ذلك بسبب تقديم كميات زائدة من الطعام للطفل الرضيع أو بسبب تقديم أطعمة غير مناسبة لعمره ونموه، مما يجعل الجهاز الهضمي غير قادر على التعامل مع هذه الأطعمة غير المناسبة بشكل فعال .
- التغذية الصناعية :
قد تسبب بعض أنواع وصيغ الرضاعة الصناعية صعوبات في عملية الهضم لدى الرضع، حيث تحتوي بعض هذه الصيغ على مكونات قد لا تتوافق مع جهاز هضم الرضيع مما يؤدي إلى ظهور أعراض عسر الهضم مثل الغازات والانتفاخات والإمساك .
- التغييرات الهرمونية :
التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم الرضيع خلال فترة نموه السريع قد تؤدي إلى تغييرات في وظيفة الجهاز الهضمي مما قد يؤدي إلى صعوبات في عملية الهضم لدى الطفل الرضيع .
- الإصابة بالتهابات أو العدوى :
يمكن أن تسبب الإصابة بالتهابات في الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة أو القولون أو الإصابة بعدوى بكتيرية صعوبات قوية ومؤثرة في عملية هضم الرضيع مثل الإصابة بالإسهال .
- عوامل نفسية :
البيئة النفسية للرضيع قد تأخذ دورا قويا في عملية هضم الرضيع حيث إن التوتر أو القلق الناجم عن التغيرات في البيئة المحيطة أو التفاعل مع أشخاص غرباء يمكن أن يؤثر على وظيفة الجهاز الهضم .
إليكم بعض الإرشادات والنصائح التي يجب إتباعها في حالات عسر الهضم :
- التعرف على الأعراض :
يجب على الوالدين أن يكونوا على دراية تامة بالأعراض الشائعة لعسر الهضم لدى الرضع والتي تم ذكرها .
- مراقبة نمط التغذية :
من الضروري متابعة نمط تغذية الرضيع والتي تتمثل في كميات ونوع الأطعمة التي يتناولها، والتأكد من أنها مناسبة لعمره وحالته الصحية .
- تغيير نمط الرضاعة :
في حالة وجود عسر هضم لدى الطفل في الرضاعة الطبيعية يمكن للأمهات تجربة تغيير وضعية الرضاعة أو تقليل فتراتها ؛ بينما في حالة الرضاعة الاصطناعية يجب التحقق من نوع الحليب المستخدم وتقليل كمية الحليب المعطاة للرضيع في كل وجبة .
- استشارة الطبيب :
وبالتأكيد في حالة استمرار الأعراض أو تفاقمها يجب على الوالدين استشارة طبيب مختص ليتمكن من تقييم حالة الطفل وتقديم اللازم له .
- الحفاظ على الترطيب :
ينصح بتقديم السوائل بانتظام للرضيع سواء كان عن طريق الرضاعة أو إعطائه الماء وهذا للمحافظة على ترطيب معدته مما يسهل له عملية الهضم .
- مراقبة الوزن :
ومن الأمور المهمة جدا مراقبة وزن الرضيع بانتظام، لأنه من المحتمل أن يكون فقدان الرضيع لوزنه أو عدم زيادته علامة على وجود مشكلة عسر الهضم .
في النهاية , باتباع هذه النصائح والإرشادات، يمكن للوالدين تخفيف أعراض عسر الهضم لدى الأطفال الرضع وتوفير بيئة سليمة تساعد في نموهم وتطورهم بشكل أفضل.