كثير من الأحيان عندما يملك الأبوين أكثر من طفل فإنهم فى الغالب ما يفضلون واحد عن الآخر سواء كان هذا الأمر مقصود أو غير مقصود , إلا أنه وبلا شك حدوث التمييز ذلك له عواقب وخيمة على مستقبل الطفل ونفسيته , وقد يظهر ذلك فى المستقبل فى صورة مشكلات نفسية أو إجتماعية أو عاطفية .
كيف يتم التمييز بين الأبناء ؟
تظهر أشكال التمييز عند الآباء ضد أبنائهم فى أشكال عديدة نذكرها كما يلى :
– الإهتمام والمديح بدون مساواة : إذ تجد أحد الأطفال يتلقى المدح والثناء من الأبوين والآخر يتم إهماله .
– التساهل والقسوة : إذ تجد الأبوين متساهلين مع طفل فى سلوكه الخطأ بينما يتعاملون بقسوة مع الطفل الآخر .
– توزيع غير عادل للإمتيازات المادية : فتجد الأسرة قد تميز أحد الأبناء بالعطايا والهدايا أكثر من الطفل الآخر .
– منح العاطفة : إذ تجد أحد الأطفال يوفر له الأبوين منح العواطف والإهتمام والطفل الآخر لايشاركونه أحلامه وطموحاته
– التفضيل فى التوقعات : إذ تجد الأبوين يفضلون أحد الأبناء فى توقعاتهم عن قدرته على الإنجاز بينما الطفل الآخر يظنون فيه خيبة الأمل .
– المقارنة الدائمة : وهى عبارة عن مقارانات دائمة قد تبدو غالبا غير عادلة بين الأبناء .
– المشاركة وتوفير الوقت : يبدو التميز هنا حين يشارك الأبوين طفل واحد الإهتمام والنزهات والأنشطة ويكون الطفل الآخر غير ذلك .
– التميز فى فض الصراعات بين الأبناء : إذ تجد الأبوين يعاقبون الطفل المظلوم ويتركون الطفل الظالم لمجرد أنه الطفل المحبب لديهم .
عواقب التمييز فى المعاملة بين الأبناء
يحدث بسبب التمييز بين الأبناء أشكال متباينة من الصراعات فى الأسرة وتحدث للأطفال مشكلات عاكفية ونفسية وإجتماعية .
– صراعات بين الإخوة : التميز بين الأبناء أو التميز بين الأطفال يسبب الغيرة الأخوية ويحدث صرعات دائمة بين الأخوات ويحدث شىء من التنافس والإستياء الغير حميد بينهم وقد تستمر هذه الحالة لمراحل المراهقة .
– صراعات بين الأبناء وآبائهم : عند التميز من الأبوين إلى أحد الأبناء يسبب ذلك حدوث توتر فى العلاقات مع الأبن الذى تم إهماله مما قد يسبب العزلة عن الأبوين وغالبا ما يحاول هذا الأبن إيذاء نفسه .
– فقدان الثقة بالنفس : عادة ما يصاب الطفل الذى تم التمييز ضده بضعف الثقة بالنفس أو بإنعدامها , وغالبا تجده لا يقدر ذاته أو يحترمها ويشعر دائما بأنه فاشل .
– مشكلات نفسية : يتسبب التميز بين أحد الأبناء على الآخر لحدوث مشكلات نفسية عميقة لدى الطفل الذى يحدث ضده التمييز فتجده يميل للعزلة , أو يشعر بإستمرار بالقلق والتوتر وقد تطور حالة الإكتئاب لديه , او عدم فهم وتعريف هويته.
– ضعف فى القدرات و المهارات الاجتماعية : يحدث لدى الطفل الذى حدث التمييز ضده مشكلات عدة بشأن تكوين العلاقات الإجتماعيو فتجده لا يستطيع التواصل مع الآخرين أو تجده يدخل بصورة متكررة فى علاقات سامة .
– ضعف فى التحصيل الأكاديمى :عدم المساواة التى تحدث بين الأطفال تجعل الطفل الذى حدث التمييز ضده ضعيف من ناحية التحصيل الأكاديمى فى المدرسة إذ يشعر دائما بالإحباط والفشل .
– إعتقاد أن العالم كله ظالم : إذ يرى الطفل الذى يحدث التمييز ضده بأن العالم كله ظالم وغير عادل وهو ما يؤثر فى تفاعله مع الآخرين ويستمر ذلك الأمر معه حتى سن المراهقة .