فحوصات التحري عند حديثي الولادة
يتم عمل فحوصات تحري مختلفة للمولود للكشف عن أية اضطرابات خطيرة لا تكون واضحة عند الولادة ومن ثم يساعد هذا التشخيص المبكر في المعالجة السريعة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة وهي في مراحلها الأولى على التقليل والوقاية من اضطرابات كثيرة قد تؤثر على النمو الصحي للجنين أو قد تؤثر على بقائه على قيد الحياة لذلك ينصح بإجراء تلك الفحوصات عند ولادة أي طفل وتجرى تلك الفحوصات في خلال أول يومين من الولادة قبل مغادرة المستشفى وفي حالة الولادة بالمنزل يجب على الوالدين التحدث مع الطبيب المشرف على طفلهم بخصوص تلك الفحوصات وفيما يلي سنستعرض تلك الفحوصات :
- فحص السمع
- قياس التأكسج النبضي
- الاختبارات الدموية
- الفحوصات البدنية
أولا : فحص السمع
يعد فحص السمع لحديثي الولادة من الفحوصات الأساسية والهامة والتي تجرى بعد الولادة وذلك للمساعدة في فهم ما إذا كان المولود يعاني من ضعف في السمع حيث إن التشخيص المبكر يساعد على تلقي الخدمات الصحية للتدخل المبكر والتي يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في تطور مهارات التواصل والاتصال وتطور اللغة عند الطفل ويسمى فحص السمع عند حديثي الولادة باختبار الانبعاث الصوتي (AOAE) ويستغرق هذا الفحص عدة دقائق فقط ويتم إجراؤه بوضع قطعتين أذنيتان ناعمتين في أذني الطفل المولود ويتم تشغيل صوت طقطقة لطيفة وعندما تستقبل الأذن الصوت يستجيب القسم الداخلي (القوقعة) ثم يلتقط الجهاز الماسح تلك الاستجابة, ولكن ليس من الممكن دائما الحصول على استجابة واضحة من المحاولة الأولى ويحدث ذلك مع العديد من الأطفال وهذا لا يعني أن المولود يعاني من فقد سمع ولكن قد يحدث ذلك لأن المولود يكون مضطربا عند الفحص أو لوجود ضجة كانت محيطة بالمولود أو لوجود سوائل أو انسداد مؤقت في أذن المولود وفي هذه الحالة يمكن عمل فحص ثان للطفل مشابها للأول أو استخدام نمط جديد من الفحوصات يسمى بفحص استجابة جذع الدماغ السمعية الآلي (AABR ) ويتم ذلك عن طريق وضع ثلاث حساسات على رقبة المولود ورأسه ثم توضع سماعات أذن ناعمة على أذني المولود ويتم تشغيل صوت طقطقة خفيفة ويستغرق هذا الفحص في العادة ما بين 5 إلى 15 دقيقة ,وتظهر نتيجة تلك الفحوصات بمجرد الانتهاء منها وفي حالة كانت استجابة المولود واضحة في كلتا الأذنين فإنه من غير المحتمل أن يكون المولود مصابا بفقدان في السمع, ولكن لابد من توضيح بأن فحص اختبار السمع لا يقوم بتوضيح كل أنواع فقد السمع الدائم حيث يمكن أن يطور المولود لاحقا فقدا دائما للسمع لذلك يجب فحص السمع للطفل مع تقدمه في النمو.
ثانيا : قياس التأكسج النبضي
وهو فحص غير مؤلم وبسيط والهدف منه هو قياس مستوى الأكسجين في الدم ومدى فاعلية القلب في ضخ الأكسجين لأجزاء الجسم المختلفة كعملية وصول الأكسجين إلى أجزاء الجسم البعيدة عن القلب مثل الأذرع أو الأرجل ويتم هذا الفحص عادة بواسطة جهاز صغير يشبه المشبك يتم إيصاله إلى أجزاء معينة من الجسم مثل أصابع اليد أو القدم أو شحمة الأذن ويجرى هذا الفحص بعد أن يبلغ حديث الولادة 24 ساعة من العمر.
ثالثا : الإختبارات الدموية
يتم أخذ عينة دم صغيرة من المولود عن طريق وخز كعب المولود ووضعها على بعض الأوراق المخصصة لذلك وإرسالها بعد ذلك إلى المختبر لتحليلها , ويكون أخذ هذه العينة من بداية اليوم الثالث من عمر المولود حتى اليوم السابع من عمره وأي تأخير عن ذلك لن يكون في مصلحة الطفل , فمن خلال تلك العينة يتم اكتشاف العديد من الأمراض أو المشكلات الصحية الخطيرة والنادرة والتي منها:
- بيلة الفينيل كيتون وهو مرض وراثي يؤثر على طريقة التمثيل الغذائي للبروتينات وإذا لم يتم اكتشافه وعلاجه باكرا فمن الممكن أن يسبب إعاقة ذهنية.
- مرض فقر الدم المنجلي وهو اضطراب وراثي إذا تم علاجه في وقت مبكر يمكن أن يمنع المضاعفات.
- التليف الكيسي وهو اضطراب وراثي يؤثر على الأعضاء الداخلية وخاصة الرئتين والجهاز الهضمي.
- قصور الغدة الدرقية الخلقي وهي حالة نادرة تؤدى إلى ضعف النمو والتطور العقلي.
- نقص الأنزيم المسئول عن تحويل دهون الجسم إلى طاقة.
- داء بول شراب القيقب ويكون له رائحة مميزة في البول عند المولود وينتج عن عدم قدرة الجسم على تحليل بعض أنواع الأحماض الأمينية ويؤدي هذا المرض إلى الإصابة بالصرع والتأخر العقلي في حال لم يتم علاجه.
وغيرها من الأمراض الخطيرة والتي إذا لم يتم اكتشافها باكرا والتعامل معها وعلاجها سوف تؤدى إلى التأخر في النمو العقلي والجهاز العصبي للمولود وإضرابات النمو الهضمي وغيرها.
- وأيضا يتحرى الأطباء جميع المواليد الجدد حول اليرقان وذلك من خلال معاينة الجلد وبياض العين باستعمال مجس جلدي أو اختبار للدم أو كليهما.
رابعا : الفحوصات البدنية
وهي فحوصات دقيقة تجرى لحديثي الولادة في خلال 24 ساعة الأولى بعد الولادة وتشمل فحص وزن وطول ومحيط رأس المولود وأيضا جلده وفحص للعينين والفم والأذنين وفحص لقلب ورئتي المولود وفحص للجهاز العصبي والبطن والأعضاء التناسلية للكشف عن وجود أي مشاكل صحية تعوق النمو الطبيعي للمولود أو قد تؤثر على بقائه على قيد الحياة .