تعتبر إدارة الغضب جزءا أساسيا من التربية الفعالة للأطفال حيث يلعب الآباء دورا مهما في تشكيل شخصيات أبنائهم والتأثير على سلوكياتهم وتصرفاتهم وأفعالهم اليومية ويجب العلم أن الغضب هو شعور طبيعي وصحي ويكون مفيدا عندما يتم إخراجه والتعبير عنه بطريقة مناسبة ولكن إذا تم التعبير عنه بطريقة خاطئة سوف يؤدي إلى العديد من التأثيرات السلبية على الأطفال وعلى البيئة الأسرية بشكل عام لذا يجب على الآباء تعلم بعض الاستراتيجيات التي تساعدهم في التعامل مع الغضب بشكل صحي.
مفهوم إدارة الغضب
يمكن تعريف إدارة الغضب على أنها عملية التعرف على مشاعر الغضب وفهمها ومن ثَم التعبير عنها بطرق صحية وبناءة وعدم السماح للغضب بالسيطرة الكاملة على الشخص وتجنب التصرفات المؤذية وغير المناسبة.
أهمية إدارة الغضب للآباء
- النموذج الإيجابي: يحب الأطفال تقليد الآباء وملاحظة سلوكهم فعندما يشاهدون آباءهم يتعاملون مع الغضب بطرق صحية وهادئة يتعلمون كيفية التعامل مع مشاعر الغضب لديهم بطرق مشابهة.
- بيئة أسرية هادئة : تساهم إدارة الغضب في خلق بيئة أسرية آمنة ومستقرة مما يشجع الأطفال على النمو الصحي والسوي ويجعلهم يشعرون بالثقة والأمان.
- تقليل الصراعات : يمكن لعدم السيطرة على الغضب أن يؤدي إلى نزاعات وتوترات مستمرة داخل الأسرة فيمكن للآباء تقليل هذه النزاعات وتحسين العلاقات الأسرية من خلال تعلم إدارة الغضب وكيفية السيطرة عليه.
- التقدير الذاتي للأطفال :أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة أسرية هادئة ومستقرة يكونون لديهم ثقة كبيرة في النفس ويكونون أكثر قدرة على تقدير ذاتهم بالإضافة إلى زيادة قدرتهم على النمو الشخصي والاجتماعي.
استراتيجيات إدارة الغضب للآباء
- التعرف على المحفزات
- معرفة المحفزات وتجنبها : من المهم تحديد الأمور والمحفزات التي تثير الغضب فيمكن أن تكون هذه المحفزات مواقف معينة أو أشخاص معينين أو تصرفات محددة ومن الضروري محاولة تجنب هذه المحفزات بقدر المستطاع أو التعامل معها بشكل مسبق.
- التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء
- التنفس العميق والاسترخاء : يمكن التخفيف من الشعور بالغضب عن طريق ممارسة بعض التقنيات التي تساعد على الاسترخاء مثل التأمل واليوغا والاستماع إلى الموسيقى بالإضافة إلى أخذ نفس عميق وبطيء لتهدئة الأعصاب والتقليل من التوتر.
- أخذ استراحة
- العودة للموقف بحالة أفضل: يجب على الآباء عند شعورهم بالغضب يبتعدوا عن الموقف لفترة قصيرة حتى يهدءوا ثم بعد ذلك يمكنهم العودة للموقف والتعامل معه بشكل أكثر هدوءا ومنطقية.
- التعبير الصحي عن الغضب
- استخدام العبارات البناءة : يُفضل استخدام العبارات التي تبدأ بـ “أنا أشعر…” للتعبير عن المشاعر بوضوح بدلا من الصراخ أو إلقاء اللوم على الطفل.
- البحث عن الحلول
- التركيز على الحلول بدلاً من المشاكل: يمكن التركيز على إيجاد حلول للمشكلات التي تسبب الغضب بدلا من الانشغال بالغضب ذاته ويمكن أيضا إشراك الطفل في عملية حل المشكلات لأن هذا سوف يحسن من العلاقات الأسرية.
- ممارسة الرياضة والنشاط البدني
- ممارسة الرياضة بانتظام: بشكل علم إن ممارسة الرياضة لها العديد من الفوائد الصحية الجسدية والنفسية فإنها تعمل على تقليل التوتر والغضب وتحسين المزاج بالإضافة أنها تعمل على تفريغ الطاقة السلبية بشكل صحي.
- التفكير الإيجابي وإعادة التقييم
- تغيير نمط التفكير : يجب محاولة تغيير الأفكار السلبية بأخرى إيجابية لأن هذا سوف يقلل من الشعور بالغضب ويجب أيضا التفكير في الموقف من زاوية أخرى ومحاولة فهم وجهات نظر الآخرين.
- التعليم المستمر والتدريب
- القراءة والتعلم : إن قراءة الكتب والمقالات توفر أفكارا واستراتيجيات جديدة للتعامل مع الغضب.