إن الفشل والإحباط يعدان من أكثر التحديات التي قد يواجهها الإنسان في حياته سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو المهني فلا يوجد شخص معصوم من الوقوع في الفشل ولكن الفرق يكمن في كيفية التعامل معه والتعلم منه.
قد يأتي الفشل نتيجة لعدة أسباب قد تكون أسباب شخصية مثل سوء التخطيط أو النقص في الخبرة وقد يكون الفشل بسبب الظروف الخارجية التي لا يمكن السيطرة عليها مثل التغيرات في السوق أو في البيئة المحيطة ومن الممكن أيضا أن يكون السبب هو التوقعات غير الواقعية أو ضغوط التوقيت الزمني مما يعرقل تحقيق الهدف المرجو بالإضافة إلى أنه قد تؤدي الأخطاء المتكررة وعدم القدرة على التعلم منها إلى زيادة مشاعر الإحباط وجعل الشخص يشعر بأن النجاح بعيد المنال وصعب تحقيقه.
كيفية التعامل مع الفشل والإحباط
- الاعتراف بالمشاعر وتقبلها
إن أول خطوة في التعامل مع الفشل والإحباط هي الاعتراف بتلك المشاعر حيث أنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالإحباط أو الحزن بعد الفشل ولكن المهم هو عدم تجاهل هذه المشاعر وتقبلها وعدم الحكم على النفس سلبا بسببها لأن تجاهل هذه المشاعر السلبية قد يؤدي إلى تراكمها وبالتالي زيادة الضغط النفسي.
- تحليل الموقف وتعلم الدروس
من المهم بعد الهدوء وتقبل المشاعر أن تنظر إلى الموقف من منظور تحليلي مختلف ويجب أن تسأل نفسك عدة أسئلة مثل (ما الذي أدى إلى هذا الفشل؟) و (هل كانت هناك أخطاء معينة؟) و (كيف يمكن تجنب تلك الأخطاء في المستقبل؟ ) ويجب العلم أن الفشل يعتبر فرصة رائعة للتعلم والنمو وبعد تحليل هذا الفشل ستجد أن هناك العديد من الدروس المستفادة التي يمكن استخدامها لتطوير مهاراتك وتحسين طريقة اتخاذك للقرارات.
- التفكير الإيجابي
في بعض الأحيان قد يسيطر الفشل على العقل ويدفعنا للتفكير بسلبية فمن المهم محاولة إعادة صياغة الموقف بشكل إيجابي والتفكير في الفشل كتجربة تعليمية بدلا من الإحباط والحزن فهذا التغيير الإيجابي في العقلية يمكن أن يحول الإحباط إلى فرصة.
- وضع خطة بديلة
بعد التعلم من الفشل يجب العمل على وضع خطة بديلة لتحقيق الأهداف وإعادة ترتيب الأولويات مرة أخرى ويجب الحرص على أن تكون الخطة الجديدة واقعية وقابلة للتنفيذ فوضع الأهداف الصغيرة التي يمكن تحقيقها يساعد على استعادة الثقة بالنفس تدريجيا.
- البحث عن الدعم
يجب ألا تتردد في طلب المساعدة والدعم من العائلة أو الأصدقاء أو الزملاء فأحيانا مشاركة المشاعر مع الأشخاص المقربين يمكن أن يخفف من الضغط والإحباط فالدعم الاجتماعي له دور كبير في تجاوز الفشل والإحباط ويمنحك الشعور بأنك لست وحدك.
- التحفيز الذاتي
إن تحفيز النفس يعتبر جزءا أساسيا من التعامل مع الفشل فالاستمرار في تذكير النفس بالأهداف الكبرى والنجاحات الصغيرة التي تم تحقيقها سابقا يكون مصدرا للإلهام والتشجيع ويساعد على تخطي الفشل بفعالية.
- ممارسة النشاط البدني والاسترخاء
إن ممارسة الرياضة والقيام بتمارين الاسترخاء مثل التأمل يساعد بشكل كبير في تخفيف التوتر والضغط النفسي الناتج عن الفشل والإحباط فالنشاط البدني يساعد الجسم على إفراز هرمونات السعادة مثل الأندورفين مما يحسن من الحالة المزاجية.
- الاستمرار في المحاولة وعدم الاستسلام
في النهاية يجب العلم أن الفشل لا يعني نهاية الطريق فأكبر النجاحات عادة ما تأتي بعد العديد من المحاولات الفاشلة فلا يجب الاستسلام بل يجب الاستمرار في المحاولة وتذكر أن كل فشل يقربك خطوة من النجاح وأن النجاح لا يأتي بسهولة ويتطلب الإصرار والمحاولة والجهد المستمر.