إن مواجهة الوحدة تعتبر من التحديات الكبرى التي تواجه كبار السن فمع التقدم في العمر قد يفقد كبار السن بعضا من الأصدقاء أو أفراد العائلة أو قد يبتعدون عنهم لأسباب مختلفة وهذا قد يؤدي إلى شعورهم بالعزلة والوحدة مما يؤثر بالسلب على صحتهم الجسدية والنفسية لذلك من المهم دعم كبار السن في هذه المرحلة.
سنستعرض في هذا الموضوع بعض أسباب شعور كبار السن بالوحدة بالإضافة إلى الآثار الجسدية والنفسية المترتبة عليها وسنقدم بعض الحلول المقترحة لدعم كبار السن في مواجهة هذا التحدي.
أسباب الوحدة عند كبار السن
- فقدان الأصدقاء أو العائلة: قد يفقد كبار السن أحبائهم وأصدقائهم بسبب الوفاة مما يؤدي إلى شعورهم بالفراغ العاطفي والوحدة.
- التقاعد من العمل: يشعر العديد من كبار السن بالعزلة بعد التقاعد بعد سنوات عديدة من العمل مما يتسبب في العزلة وانخفاض الفرص في التواصل الاجتماعي.
- البعد الجغرافي عن الأسرة : أحيانا قد يضطر الأبناء والأحفاد للعيش في أماكن بعيدة عن آبائهم أو أجدادهم بسبب العمل أو الدراسة مما يترك كبار السن يعيشون وحدهم أو يلتقون بعائلتهم بشكل غير منتظم.
- التدهور الصحي: يمكن للأمراض المزمنة أو المشاكل في الحركة أن تمنع كبار السن من الخروج من المنزل أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مما يزيد من شعورهم بالوحدة والعزلة.
- التغيرات التكنولوجية: قد يجد كبار السن بعض الصعوبة في مواكبة التكنولوجيا الحديثة التي يستخدمها الشباب للتواصل في هذه الأيام مما يتسبب في شعورهم بالعزلة وعدم قدرتهم على التواصل مع الغير.
الآثار النفسية والجسدية للوحدة
الآثار النفسية للوحدة :
- الاكتئاب : إن الوحدة تتسبب في مشاعر الحزن والإحباط لكبار السن مما قد يؤدي إلى اكتئابهم.
- القلق والتوتر: تزيد الوحدة من مشاعر القلق والتوتر لكبار السن مما يؤثر على استقرارهم العاطفي وجودة حياتهم.
- فقدان الهدف والمعنى : قد تتسبب الوحدة في شعور كبار السن بفقدان الهدف في الحياة بعد التقاعد أو فقدان شريك الحياة.
- الانعزال الاجتماعي : قد تؤدي الوحدة إلى تجنب التفاعل مع الآخرين والعزلة عن الأنشطة الاجتماعية مما يعزز إحساسهم بالوحدة.
الآثار الجسدية للوحدة :
- التدهور الجسدي: يمكن لقلة النشاط الاجتماعي الناتجة عن الوحدة أن تتسبب في تدهور الصحة البدنية وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
- الإهمال الصحي : قد يهمل كبار السن صحتهم بسبب شعورهم بالعزلة أو الوحدة مما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية.
- ضعف الذاكرة: تساهم الوحدة بشكل كبير في تراجع القدرات العقلية لكبار السن وقد تتسبب في ضعف الذاكرة والتركيز.
- الأرق: إن القلق الناتج عن الوحدة يتسبب في صعوبات في النوم والأرق مما يؤثر سلبيا على الصحة العامة لكبار السن.
دور المجتمع والأسرة في دعم كبار السن
- التواصل المستمر : من الضروري أن يحرص أفراد الأسرة على التواصل مع كبار السن باستمرار سواء من خلال الزيارات أو الاتصالات الهاتفية أو حتى الفيديو.
- الأنشطة الاجتماعية: يجب تشجيع كبار السن على المشاركة في الأنشطة المجتمعية المختلفة مثل النوادي أو الجمعيات الخيرية أو المراكز الثقافية الخاصة بكبار السن لتقليل شعورهم بالوحدة.
- التكنولوجيا : يمكن تعليم كبار السن كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي كي يتمكنوا من التواصل مع العائلة والأصدقاء بشكل أسهل.
- المساعدات المنزلية: يجب توفير الدعم المنزلي اللازم مثل الاستعانة بمساعدين متخصصين أو متطوعين لزيارة كبار السن باستمرار وتقديم لهم العون.
- البرامج الحكومية : يجب على الحكومات وضع برامج متخصصة تهدف إلى تحسين نوعية حياة كبار السن وتوفير الدعم نفسي والاجتماعي لهم.