تُعتبر وسائل الإعلام من أكبر العوامل المؤثرة في حياة الأطفال اليومية، حيث تُعد مصدرًا رئيسيًا للمعلومات والترفيه. ومع ذلك، فيمكن أن يكون لهذه الوسائل آثار سلبية ملحوظة على نمو الأطفال النفسي والاجتماعي ، وفي هذا المقال، سنناقش بعض الآثار السلبية لوسائل الإعلام على الأطفال، بما في ذلك التأثير على النمو سواء العقلي أوالعاطفي، والسلوكيات الاجتماعية، والصحية الجسدية.
- التأثير على النمو العقلي والعاطفي
أحد الآثار السلبية الواضحة لوسائل الإعلام على الأطفال هو التأثير على نمو الطفل عقليًا وعاطفيًا، والأطفال الذين يتعرضون لزيادة مفرطة في المحتوى غير المناسب على وسائل الإعلام يمكن أن يعانوا من اضطرابات في التركيز والانتباه، مما يؤثر بالسَّلب على أدائهم الدراسي، كما أن التعرض المستمر لمشاهد العنف قد يؤدي إلى زيادة مستوى القلق والخوف لدى الطفل، وقد يتطور الأمر إلى ظهور مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والتوتر.
- التأثير على السلوكيات الاجتماعية
من الجوانب الأخرى التي تتأثر سلبًا بوسائل الإعلام هي السلوكيات الاجتماعية للأطفال، حيث أن الأطفال الذين يشاهدون برامج تحوي مشاهد العنف يمكن أن يصيروا أكثر عدائية في معاملتهم للآخرين، هذه السلوكيات العدوانية يمكنها أن تتطور إلى مشاكل أكبر في العلاقات الاجتماعية، مثل التنمر أو العزلة الاجتماعية، كما أن العديد من البرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو يمكن تروج لسلوكيات غير صحية مثل التمييز الجنسي أو العرقي، مما يؤثر بالسلب على قيم ومفاهيم الأطفال.
- التأثير على الصحة الجسدية
وسائل الإعلام يمكنها أيضًا أن تؤثر على صحة لأطفال الجسدية، فالأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات يصيرون أقل نشاطًا جسديًا، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن ومشاكل صحية أخرى مثل ضعف البصر وآلام الظهر، بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الإعلانات التلفزيونية إلى عادات غذائية خاطئة، حيث تروج هذه الإعلانات غالبًا لأطعمة غير صحية تحوي نسبة عالية من الدهون والسكر، مما يعزز من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
- التوقعات غير الواقعية وتأثيرها على تقدير الذات
الأثر السلبي لوسائل الإعلام على الأطفال لا يتوقف عند هذا الحد، بل يمكن أن تؤدي وسائل الإعلام إلى زراعة توقعات غير واقعية لدى الأطفال حول العالم المحيط بهم؛ البرامج التلفزيونية والإعلانات في الغالب ما تروج إلى نمط حياة مثالي وغير واقعي، مما قد يسبب إحباطًا لدى الأطفال عندما يكتشفون أن واقعهم مختلف اختلافًا تامًا عما يرونه على الشاشات، وهذا الاختلاف بين الواقع والتوقعات يمكن أن يتسبب بمشاكل في تقدير الذات والشعور بعدم الرضا عن الحياة.
- التأثير على التفاعل مع الأسرة
بالإضافة إلى ذلك، فيمكن أن تؤثر وسائل الإعلام على الأطفال بشكل غير مباشر عن طريق التأثير في تفاعلهم مع الأسرة، والأطفال الذين يقضون أوقاتًا طويلة أمام الشاشات قد يقل لديهم الوقت الذي يمضونة مع أفراد الأسرة، مما قد يؤثر سلبًا على الروابط الأسرية ويقلل من التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة، وهذا الانقطاع في التواصل قد يؤدي إلى مشاكل الضعف في العلاقات الأسرية وفقدان الدعم العاطفي الضروري لنمو الأطفال الصحي.
- الخلاصة
يجب على الآباء والمربين أن يكونوا على معرفة تامة بهذه الآثار السلبية وأن يعملوا على تقليل التعرض السلبي وغير الصحي لوسائل الإعلام، ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع حد زمني لاستخدام وسائل الإعلام، وتقديم محتوى تعليمي وملائم لعمر الأطفال، وتشجيع النشاطات البدنية والاجتماعية خارج المنزل، كذلك، يمكن أن يكون للتوجيه والمراقبة من قبل الوالدين دورًا مهمًا في حماية الأطفال من الآثار السلبية لوسائل الإعلام وتحسين استخدامهم الإيجابي لهذه الوسائل، وبذلك، يستطيع للأطفال الاستفادة من وسائل الإعلام بطريقة تحسن نموهم الصحي وتساعد في تطوير مهاراتهم ومعارفهم دون التأثير السلبي على جوانب حياتهم المختلفة.