يعد تنشئة الطفل على السلوكيات الصحيحة وتوجيهه لتجنب السلوكيات الخاطئة حيث يعتبر ذلك من أهم مسؤوليات الأهل، فالسلوكيات التي يكتسبها الطفل في سنواته الأولى تؤثر بشكل كبير على شخصيته في المستقبل، وتحدد كيفية تعامله مع الآخرين ومع نفسه، وفي هذا المقال، سنتناول بعض السلوكيات الصحيحة التي من الواجب تعزيزها لدى الأطفال، والسلوكيات الخاطئة التي ينبغي توجيههم لتجنبها.
- أهمية السلوكيات الصحيحة في بناء شخصية الطفل
للسلوكيات الصحيحة دور أساسي في بناء شخصية الطفل وتحسين علاقاته الاجتماعية، ومن أبرز هذه السلوكيات التحدث بلطف مع الآخرين، فتعليم الطفل لأهمية استخدام الكلمات الطيبة والتحدث بلطف مع الآخرين يزيد من قدرته على بناء علاقات إيجابية مع الأشخاص من حوله، وهذا السلوك لا يقتصر فقط على التفاعل مع الأقران، ولكنه يشمل التعامل مع أفراد العائلة والمعلمين وكل من يتفاعل معهم الطفل.
- الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت
إن الالتزام بالمواعيد واحترام الوقت من أهم السلوكيات التي يجب غرسها في الطفل منذ الصغر، فتعليم الطفل أهمية الالتزام بالمواعيد يزيد من شعوره بالمسؤولية والانضباط، وهي مهارات أساسية في حياته المدرسية والمهنية في المستقبل، كما أن احترام الوقت ينعكس بشكل إيجابي على قدرته في إدارة يومه وتنظيم نشاطاته اليومية.
- احترام ممتلكات الآخرين
يعتبر احترام ممتلكات الآخرين من السلوكيات الهامة التي يجب تعزيزها وغرسها في الطفل، فتعليم الطفل أن يحترم ممتلكات الآخرين ولا يأخذ شيئًا دون إذن يغرس فيه قيم الاحترام و الأمانه، وهذا السلوك يساعد الطفل في فهم حقوق الآخرين واحترامها، مما ينعكس بشكل إيجابًا على تفاعلاته الاجتماعية.
- الكذب وأثره السلبي على الثقة
تجاهل السلوكيات الخاطئة التي تصدر من الطفل أو عدم توجيه الطفل لتجنبها يمكنه أن يؤدي إلى مشاكل أكبر في المستقبل وقد يؤدي إلى آثار سلبية على شخصيته وعلاقاته الاجتماعية، وأحد أبرز السلوكيات الخاطئة هو الكذب، فمن المهم توجيه الطفل لفهم أن الكذب يضر بالثقة المتبادلة بينه وبين الآخرين، وأن سلوك الأمانة والصدق يمنحه السعاده في الدنيا والأخرة، ومن الضروري أيضًا أن يحرص الأهل على أن يكونوا قدوة في الصدق، حيث يتعلم الأطفال السلوكيات بشكل كبير من ملاحظة تصرفات الكبار.
- العدوانية والعنف
يعد العنف من السلوكيات الخاطئة التي من الواجب التعامل معها بحزم، فإذا لاحظ الأهل أن الطفل يميل إلى التصرف بعدوانية تجاه أقرانه أو أفراد العائلة، فيجب توجيهه لفهم أن هذا السلوك غير مقبول، كما يجب على الأهل تعزيز السلوكيات البديلة مثل التحدث عن المشاعر أو طلب المساعدة من الكبار فيمكن أن يكون ذلك وسيلة فعالة لتقليل التصرفات العدوانية.
- التذمر ورفض التعاون
فالتذمر المستمر ورفض التعاون مع الآخرين يعد من السلوكيات التي قد تظهر لدى الأطفال، ويستحسن معالجتها في مراحلها المبكرة، كما من المهم أن يتعلم الطفل قيمة التعاون والعمل الجماعي، ويجب توجيه الطفل لفهم أن التذمر والرفض لا يعين في حل المشكلات ويؤخر التقدم على عكس التعاون مع الآخرين الذي يطور من قدرته على التكيف في المواقف المختلفة.
- الأنانية والتفكير الذاتي المفرط
تعتبر الأنانية والتفكير الذاتي المفرط من أسوء السلوكيات الخاطئة التي قد تؤثر على قدرة الطفل في بناء علاقات صحية مع الأشخاص من حوله، كما أنه من الضروري توجيه الطفل لمشاركة ما لديه مع الآخرين والتفكير في مشاعرهم واحتياجاتهم، إلى جانب تعزيز السلوكيات التي تركز على التعاطف والاهتمام بالآخرين مما يعين في تنمية شخصية الطفل بشكل متوازن.
- الخلاصة
يعد توجيه الأطفال نحو السلوكيات الصحيحة وتجنب السلوكيات الخاطئة هو جزء أساسي من عملية التربية، ومن خلال تحفيز السلوكيات مثل التحدث بلطف، والالتزام بالمواعيد، واحترام ممتلكات الآخرين، والتصدي للسلوكيات الخاطئة كالكذب، والعدوانية، والتذمر، يتمكن الأهل من أن يساهموا في تنمية أطفالهم ليصبحوا أفرادًا مسؤولين وإيجابيين في المجتمع.