الحبو هو مرحلة هامة في نمو الطفل، حيث يبدأ في اكتساب القدرة على التنقل بمفرده، مما يزيد من استقلاليته ويسمح له باستكشاف البيئة المحيطة به، كما تتساءل العديد من الأمهات والآباء عن الوقت المتوقع لبدء الحبو عند الأطفال وكيفية دعمه، وفي هذا المقال، سنتناول متى يبدأ الطفل عادةً في الحبو، والعوامل المؤثرة في هذه المرحلة، وكيف يتمكن الأهل من دعم طفلهم خلال هذه الفترة.
- متى يبدأ الطفل في الحبو؟
يبدأ معظم الأطفال في الحبو ما بين 6 إلى 10 أشهر من العمر، لكن من المهم الإشارة إلى أن الأطفال يتطورون بنسب مختلفة، وليس هناك وقت ثابت يجب أن يبدأ فيه جميع الأطفال الحبو، بعض الأطفال يبدأون في الحبو في وقت مبكر، بينما قد يتأخر آخرون حتى الشهر 12 أو بعد ذلك بقليل، والاختلاف في توقيت الحبو يعتمد على عدة عوامل، منها تطور العضلات، ومدى تشجيع الأهل، وخصائص الطفل الفردية.
- علامات استعداد الطفل للحبو
يوجد بعض العلامات التي تدل على أن الطفل يستعد لبدء الحبو، ومن بين هذه العلامات:
- التقلب من البطن إلى الظهر والعكس: حيث يعد التقلب من العلامات الأولى التي تشير إلى أن الطفل يكتسب القوة العضلية اللازمة للحبو.
- الجلوس بدون دعم: عندما يقدر الطفل على الجلوس دون مساعدة لفترة طويلة، ويكون قد اكتسب التحكم اللازم في عضلات الظهر والبطن، وهو أمر مهم للحبو.
- رفع الجسم باليدين والركبتين: يمكن أن يرفع الطفل جسده باستخدام يديه وركبتيه، ويحاول التوازن في هذا الوضع، وهذه المحاولات هي خطوة أساسية في عملية تعلم الحبو.
- أنماط الحبو المختلفة
هناك عدة أنماط للحبو، وكلها طبيعية:
- الحبو التقليدي: وهو النوع الأكثر شيوعًا حيث يحبو الطفل بواسطة تحريك يديه وركبتيه بالتناوب.
- الحبو على البطن: يتشابه هذا النمط مع حركة الزحف حيث يزحف الطفل على بطنه باستخدام ذراعيه وساقيه لدفع نفسه إلى الأمام.
- الحبو على الأرداف: فبعض الأطفال يفضلون الجلوس والتحرك على مؤخراتهم مستخدمين أيديهم لدفع أنفسهم.
- الحبو بالخلف: حيث أنه في بعض الأحيان قد يبدأ بعض الأطفال بالحبو إلى الخلف قبل أن يتمكنوا من الحبو إلى الأمام، وهذا النمط طبيعي ولا يدعو للقلق.
- دور الأهل في دعم الحبو
للأهل دور كبير في دعم الطفل عملية الحبو وتحفيز الطفل على استكشاف هذا التطور الجديد:
- تهيئة بيئة آمنة: فيجب التأكد من أن المنطقة التي يحبو فيها طفلك خالية من العوائق والأشياء الحادة التي يمكنها أن تؤذيه، ووضع سجادة ناعمة قد يوفر سطحًا مريحًا للحبو.
- تشجيع الحركة: يمكننا وضع الألعاب أو الأشياء المثيرة للاهتمام على مقربة من الطفل لتحفيزه على التحرك نحوها، وذلك يشجع الطفل على محاولة الحبو للوصول إلى ما يريده.
- التفاعل المستمر: فالتفاعل مع الطفل وتشجيعه على استكشاف البيئة من حوله يؤدي دورًا كبيرًا في تعزيز مهاراته الحركية، كما أن اللعب مع الطفل على الأرض ومشاركته في الأنشطة التي تتطلب الحركة يعد محفزًا لبدء اطفل بالحبو .
- متى يجب القلق؟
الأطفال بمعدلات مختلفة، إلا أنه إذا لم يظهر على طفلك أي علامات من الاستعداد للحبو بعد عمر 12 شهرًا، فمن المفيد التحدث مع طبيب الأطفال، حيث قد يكون هناك بعض الأسباب الطبية أو التطورية التي تحتاج إلى تقييم.
- الحبو وتأثيره على التطور العام
الحبو ليس مجرد وسيلة للتنقل، بل له دور حيوي في تحسين العديد من المهارات الأخرى لدى الطفل، فمن خلال الحبو، يتعلم الطفل التنسيق بين العين واليد، ويزيد من توازنه وتناسق عضلاته، كما تساهم أيضًا في تطوير الثقة بالنفس والاستقلالية، حيث يكتشف الطفل قدرته على الوصول إلى الأشياء التي يرغب فيها بمفرده.
- الخلاصة
الحبو هو خطوة مهمة في مسار نمو الطفل، وعادة ما يبدأ في أي وقت بين 6 إلى 10 أشهر، وعلى الرغم من اختلاف الأنماط والتوقيتات، فإن أغلب الأطفال يطورون هذه المهارة بطريقة طبيعية تتماشى مع قدراتهم الفردية، وبتوفير بيئة آمنة وتشجيع الطفل، يمكن للأهل دعم هذه المرحلة المهمة من التطور، وفي حال وجود أي قلق حول تطور الطفل، فإن استشارة الطبيب يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى تدخل أو تقييم إضافي.