إن الزواج هو رحلة مليئة بالتحديات والمواقف المختلفة ولكن في ظل ظروف الحياة اليومية قد تواجه الأزواج بعض الصعوبات وخاصة عند الانتقال للعيش في الغربة فتتزايد هذه التحديات بسبب العوامل الجديدة والثقافات المختلفة والمسؤوليات الجديدة فتعيش الأسر المغتربة في بيئة مختلفة عن تلك التي تربوا واعتادوا عليها مما قد يخلق ضغوطات إضافية على الحياة الزوجية.
أسباب الصعوبات الزوجية في الغربة
- الانعزال الاجتماعي
إن الابتعاد عن العائلة والأصدقاء في الوطن عادة ما يسبب الشعور بالعزلة والوحدة وهذا الانفصال الاجتماعي يؤدي إلى اعتماد الزوجين على بعضهما البعض بشكل مفرط مما يضع ضغوطا إضافية على العلاقة.
- الاختلافات الثقافية
إن الاختلافات الثقافة الجديدة سواء في طريقة التعامل أو في العادات والتقاليد تخلق العديد من الصعوبات في التكيف والتأقلم على نمط الحياة الجديد.
- الضغوط المالية
إن الحياة في الغربة عادة ما تكون مكلفة نوعا ما سواء في توفير السكن أو التعليم أو الرعاية الصحية وهذا ما يزيد الضغط المالي إذا لم يكن الدخل كافيا لتغطية احتياجات الأسرة الأساسية أو إذا كان أحد الزوجين يواجه صعوبة في إيجاد عمل مناسب.
- صعوبات التواصل
إذا كانت اللغة المحلية غير مألوفة فقد يواجه الزوجان بعض التحديات في التواصل مع المجتمع المحلي مما يؤدي إل قلة التفاعل وزيادة الشعور بالعزلة والوحدة بالإضافة إلى أن عدم القدرة على التواصل الجيد مع الآخرين يمكن أن يزيد من التوتر بين الزوجين.
- الحنين للوطن
إن الشعور بالحنين إلى الوطن والعائلة والأصدقاء يمكن أن يكون أحد الأسباب لعدم الاستقرار العاطفي فقد يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بأنهم فقدوا جزءا أساسيا من هويتهم أو حياتهم السابقة مما قد يؤثر على علاقتهم الزوجية.
- الضغط النفسي والتوتر
بالتأكيد إن الانتقال إلى أي بلد جديد يتطلب تكيفا نفسيا كبيرا فالقلق من المستقبل والتحديات الجديدة التي يمكن أن يواجهها الزوجين في الغربة والخوف من الفشل قد يؤدي إلى زيادة التوتر والضغط النفسي والذي يؤثر سلبا على العلاقة الزوجية.
- تربية الأطفال في بيئة جديدة
إن تربية الأطفال في بلد غريب مع ثقافة مختلفة عادة ما يكون تحديا كبيرا بالنسبة للزوجين فقد يختلف الزوجان حول كيفية تربية الأطفال أو تعليمهم وخاصة إذا كانت هناك اختلافات كبيرة في التوجهات الثقافية أو القيم الاجتماعية.
كيفية مواجهة الصعوبات الزوجية في الغربة
- التواصل الفعال
يعتبر التواصل الفعال هو المفتاح الرئيسي للتغلب على التحديات والصعوبات لذا من الضروري أن يتحدث الزوجان بصراحة عن مشاعرهما وما يواجهانه من تحديات ويجب التفكير معا لإيجاد حلول مشتركة للتعامل مع تلك المشكلات كما يجب على كلا الطرفين أن يستمع للآخر باهتمام ودون إصدار أي أحكام مسبقة لضمان فهم أفضل لمشاعر واحتياجات كلا الطرفين.
- الاعتماد على الدعم الاجتماعي
يمكن للزوجين البحث عن مجموعات اجتماعية مثل مجتمعات المغتربين من نفس دولتهم فهذه المجتمعات قد تساعدهم على التأقلم بالإضافة إلى أن الانضمام إلى الأنشطة المجتمعية أو تكوين الصداقات الجديدة يكون له دور كبير في تخفيف الشعور بالوحدة ويمنح فرصا جيدة للتفاعل مع الآخرين.
- التكيف مع الثقافة الجديدة
يجب على الزوجين محاولة التعرف على الثقافة الجديدة واستكشافها معا بدلا من مقاومة التغيير فيمكن لهذا أن يكون فرصة كبيرة لتوسيع الآفاق وفهم طرق الحياة المختلفة بالإضافة إلى السعي في تعلم اللغة المحلية والتعرف على عادات وتقاليد البلد الجديدة فكل هذا يساعد على التأقلم بسرعة ويقلل من الشعور بالتوتر.
- إدارة الضغوط المالية بحكمة
من المهم وضع خطة مالية مشتركة بين الزوجين وإدارة الميزانية بعناية فهذا يساعد في تخفيف الضغوط المالية.